سياسة
.
يستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبارة "الوضع الراهن" أو "الوضع الحالي" عند الإشارة للمسجد الأقصى بينما يعني شيئاً آخر عما يقصده الفلسطينيون.
ودفع إعلان وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير تأييده بناء كنيس يهودي داخل حرم المسجد الأقصى، جهات دولية لإدانة بن غفير والمطالبة بالحفاظ على "الوضع القائم" في القدس.
الوضع القائم أو Status Quo ينص ببساطة على أنه يسمح للمسلمين فقط الصلاة والتعبد في المسجد الأقصى، بينما يسمح لغير المسلمين بما في ذلك اليهود بزيارة المسجد كسياح فقط لا أكثر من دون أداء شعائرهم الدينية داخله.
يعود هذا الوضع القائم لفرمان عثماني من عام 1757، كان يهدف في الأصل لتقسيم ملكيات ومسؤوليات الطوائف المسيحية المختلفة المتنازعة على أقدس الكنائس في القدس وبيت لحم.
في عام 1967، قام وزير الدفاع الإسرائيلي حينها، موشيه ديان، بإجراء تغيرات على اتفاقية "الوضع القائم" واستبدالها بوضع راهن جديد.
ونص ذلك الوضع الجديد على أن يبقى الأقصى متاحا للمسلمين للصلاة فيه بشكل حصري، وتقييد زيارات غير المسلمين بحيث يمنعون من تأدية أي شعائر دينية داخل أقدس مساجد فلسطين.
عكف كبار الحاخامات الإسرائيليين على إصدار فتاوى دينية تحرم على اليهود الصلاة في المسجد الأقصى وتحثهم على عدم اقتحامه.
لذلك، عندما أدلى بن غفير بتصريحاته الأخيرة، كان أول من هاجمه الصحف المقربة من الحريديم المتدينين.
وقالت تلك المنشورات "يمنع منعا باتا صعود اليهود لجبل الهيكل (باحة الأقصى). هذا هو رأي (فتوى) كل رجال الفقه والإفتاء اليهود على مر العصور.
قال دانييل سايدمان، أحد أبرز الخبراء في شؤون القدس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "قام بالتعدي حتى على الوضع الراهن الذي خلقه موشيه ديان".
وأضاف أنه في نهاية التسعينات، سمحت الحكومة الإسرائيلية بزعامة نتنياهو لمئات اليهود بدخول المسجد الأقصى وهم يرتدون قبعات الكيباه الدينية ورموزا وملابس دينية أخرى ومن دون مرافقين.
منذ ذلك الحين، حكومة نتنياهو تتساهل مع دخول اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى وإقامة شعائر دينية بداخله، لكن مع إنكار سماحها بذلك الأمر. أما بن غفير، فيريد الآن تبديل الوضع الراهن كليا من تصنيف اليهود في الأقصى كسياح أو زوار لمعاملتهم كأصحاب مكان بحسب سايدمان.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة