"مبادرة وهمية".. محاولات "الإخوان" في مصر للهروب من العُزلة

تبنى الإعلامي بقناة الشرق المُعارضة للحكومة المصرية، والتي تبث من تركيا، إطلاق مبادرة الإخوان للصلح مع الإدارة المصرية، مقابل الإفراج عن السجناء التابعين للجماعة في السجون المصرية.

وقال عبد الله نقلا عن رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان في مصر حلمي الجزار، المقيم خارج مصر، إن الجماعة مستعدة لعقد الصلح مع الحكومة المصرية، والتخلي عن العمل السياسي في مصر لمدة تصل إلى 15 عاما، في صفقة هدفها الإفراج عن السجناء.

لم ترد مصر بشكل رسمي، لكن قام بعض الإعلاميين خارج منظومة الإعلام شبه الرسمي في مصر، بالرد على المقترح الإخواني.

وقال الإعلامي مصطفى بكري عبر حسابه على "إكس" إن مبادرة الإخوان تعني وصولهم لمرحلة اليأس ونهاية المشروع الذي أطلقوه بالسعي للعودة إلى حكم مصر من جديد.

وأشار بكري إلى أن إعلان الإخوان مبادرة الصلح والتخلي عن العمل السياسي بمثابة هزيمة لمشروع "الثورة" على الحكومة المصرية الذي تبنوه خلال السنوات الماضية، وفقدانهم للدعم الشعبي.

ورفض الإعلامي أحمد موسى، في برنامجه عبر فضائية صدى البلد، مقترح الإخوان بعقد الصلح مع الإدارة المصرية.

وحذر موسى من إمكانية أخذ مقترح الإخوان على محمل الجد، مشيرا إلى أنه "لا أمان للإخوان".

وعلق الخبير ماهر فرغلي، في حديث مع بلينكس على مقترح الإخوان بالقول "هل هناك مبادرة في الأساس؟ لا توجد مبادرة لأن حلمي الجزار نفى فكرة اعتزال الجماعة للعمل السياسي في مصر، إذا هذه مبادرة وهمية".

وأضاف فرغلي "لا يصح أن تجلس الدولة مع الجماعة وتتفاوض معها، هذا لن يحدث بالنسبة لدولة بحجم مصر، ولم يحدث من قبل، خاصة أن الجماعة لم تعترف بالأخطاء ولم تعلن مراجعة نفسها، بل إنهم مازالوا يدعون تعرضهم للظلم".

وتابع الخبير المصري "كل ما في الأمر أن هناك بعض السجناء طلبوا الخروج، وعبروا عن استعدادهم لتقديم أي شيء مقابل ذلك، وبعثوا برسالتهم للصحافيين والتي تبناها ماجد عبدالله، لكن الجزار نفى كل شيء في النهاية".

وأصدرت جماعة الإخوان في مصر بيانا تنفي فيه فكرة اعتزال العمل السياسي، لكنها أكدت عدم منافستها على السلطة.

وأعاد حلمي الجزار الذي خرجت الدعوة باسمه، نشر بيان الإخوان على حسابه بموقع "إكس" لينفي بذلك مسألة اعتزال الجماعة للعمل السياسي مقابل خروج السجناء.

وسخر علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، قائلا عبر حسابه في موقع "إكس"، إنه "لا أمان لتجار الدين"، مؤكدا أنهم أفسدوا الدين بالسياسة بعد أن ضلوا طريقهم من الدعوة إلى السياسة.

يقول فرغلي في حديثه مع بلينكس إن سبب طرح المبادرة الوهمية هو في الأساس إعادة الإخوان إلى المشهد في مصر من جديد، مضيفا "هل كان أحد يسمع عن الإخوان في مصر خلال الفترة الماضية؟ بالتأكيد لا".

ويضيف فرغلي "هدف الإخوان هو العودة من جديد إلى المشهد الإعلامي والسياسي، وإثارة الجدل مرة أخرى في مصر، وللأسف نقل الصحافيون المبادرة من دون وعي منهم لهذا المخطط".

ويتابع الباحث "لم ترد قنوات المتحدة على المقترح الإخواني الذي تم نفيه، والردود كلها جاءت من إعلاميين خارج المنظومة الإعلامية للشركة".

بعد سقوط نظام الإخوان في يوليو 2013، انتهى العمل السياسي للجماعة في مصر، بهروب أبرز قياداتها إلى الخارج، والقبض على مرشد الجماعة محمد بديع وإحالته لمحاكمة انتهت بصدور حكم بالإعدام ضده.

وأصدر مجلس الوزراء المصري، في ديسمبر 2013، قرارا رسميا باعتبار جماعة الإخوان في مصر جماعة إرهابية، واتهمتها الحكومة المصرية بارتكاب أعمال إجرامية وإرهابية ضد الشرطة وقوات الجيش.

وفي أغسطس 2014، أصدرت المحكمة الإدارية العليا في مصر حكما بحل حزب الحرية والعدالة، لتنتهي قصة الإخوان في مصر عند هذا الحد، وذلك بعد تجميد كل أنشطتها الرسمية في البلاد.

ولا يُعلن أي عنصر من عناصر جماعة الإخوان في مصر حاليا الانتماء إلى الجماعة التي عادت مجددا "محظورة"، بعد أن تخلى جميع أعضاء الجماعة عن العمل السياسي.