بالعملات المشفرة.. هل ينتفع ترامب من البيت الأبيض؟

من غير المعروف حتى الآن، ما إذا كان مشروع آل ترامب، المتعلق بالعملات المشفرة، جزءا من مؤسسة ترامب، أم إنه مستقل بذاته، لكن من الواضح أن الرئيس السابق يروّج للمشروع أو على الأقل يؤيده.

ترامب نشر، عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال"، رابط مجموعة خاصة بالمشروع على منصة Telegram، يديرها ابناه، بحسب موقع "فوربس"، وقال: "لفترة طويلة جدا، كان المواطن الأميركي العادي تحت ضغوط البنوك الكبرى والنخب المالية. حان الوقت لنتّخذ موقفا معا".

وعلى المجموعة الخاصة بالمشروع على Telegram والمسمّاة the DeFiant Ones، قال ترامب الابن إن البنوك والنخب التي تديرها تريد "السيطرة الكاملة، لكن هذا الوضع ينتهي الآن"، على حد وصفه.

وأضاف: "سنجعل التمويل عظيما مجددا، عن طريق إعادة السيطرة إلى أيديكم.. المنصة الجديدة ستقضي على الوسطاء الفاسدين والمكلفين وغير الأكفاء. لن يكون هناك المزيد من البيروقراطيين الذين يحددون مصيرك. حان الوقت لتحديث نظام قديم وغير عادل.. انضموا إلينا لتجعلوا التمويل يعمل لصالح الناس مجددا".

وفي يوليو الماضي، أقدمت شركة AMG Software Solutions على تقديم طلبات تسجيل علامة تجارية لأسماء Be DeFiant وWorld Liberty Financial، بحسب موقع "ذا فيرج"، الذي أكد أنه من غير الواضح ما إذا كانت الشركة الناشئة ستضمن إطلاق عملة مشفّرة أو سوق تداول أو منظمة لا مركزية أو حتى مدونة عملات مشفرة.

حسنا، إبان ولايته الأولى، لم تكن علاقة ترامب جيدة بأي حال بالعملات المشفرة، بل إنه لطالما سخر منها وانتقدها، كما حذّر مطولا من أن تلك العملات تدعم الأسواق الموازية غير القانونية، بحسب شبكة سي إن إن.

لكن أثناء السباق الجديد للبيت الأبيض، بدا موقف الرئيس الأسبق مختلفا، حتى إن حملته بدأت تجمع التبرعات بواسطة عملة البيتكوين، بالإضافة إلى مهاجمته الدائمة لجهود إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، من أجل تنظيم تلك السوق، معتبرا ذلك بأنه "حرب على العملات المشفرة"، ووعد ناخبيه بسياسات مختلفة، تجعل شركات تعدين العملات المشفرة تعمل بشكل أيسر في الولايات المتحدة.

تجلّى هذا التأييد، المستحدث في يوليو الماضي، عندما تحدّث ترامب أمام أحد أكبر مؤتمرات عالم العملات المشفرة في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، وأخذ على نفسه مجموعة من العهود الجديدة في حال عودته للبيت الأبيض، لتشجيع تلك الصناعة، منها إنشاء مخزون وطني استراتيجي من البيتكوين، بالإضافة إلى إقالة رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة، غاري جينسلر.

ويوم الخميس 29 أغسطس، حاول ترامب صبغ وعوده بطريقة ملحمية، إذ نشر مقطع فيديو لنفسه على منصة "إكس"، مصحوبا برابط شركة World Liberty Financial، يعِد خلاله بوضع خطة تجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة" في الكوكب، وأضاف: "يحاولون خنقك، يحاولون خنق أعمالك. لن نسمح لذلك بالحدوث".

لكن بحسب شبكة "سي إن بي سي" لم يُفصح ترامب عن تلك الخطة.

ترامب لا يمكنه الابتعاد بمسافة كافية عن الجدل، فإبان ولايته الأولى، اختار ألا يتخلى عن أصوله وممتلكاته في عالم الأعمال قبل أن يدلف إلى السياسة، ما تسبب في إثارة الجدل.

الآن، يعتقد محللون ومراقبون أن الرئيس السابق بصدد الدخول في معترك أخلاقي آخر فيما يخص شركة العملات المشفرة، إذ يُعتقد أن الشركة العائلية قد تستفيد من الإجراءات والتسهيلات التي ينوي ترامب القيام بها لعالم العملات المشفرة، ما إن وصل إلى البيت الأبيض، حسبما تصف صحيفة "بوليتيكو".

وقال مدير الإعلام والديمقراطية في مؤسسة Common Cause، غير الربحية التي تدافع عن شفافية الحكومة: "أعتقد أن الوعد بسياسات صديقة للعملات المشفرة، ثم جعل عائلتك تشارك في المجال نفسه، هذا هو المستوى الأول من تضارب المصالح".

أما مدير أخلاقيات الحكومة في مركز "ماركولا" للأخلاقيات التطبيقية بجامعة سانتا كلارا، جون بي. بيلسيرو، فقال إن ما يفعله ترامب يشكّل بالطبع مشكلة، ويرجّح احتمالا قويا لتضارب المصالح. وأضاف: "أن تفعل أي شيء للترويج للعملات المشفرة مما من شأنه أن يفيد أعمال أبنائك في المستقبل، فهذه مشكلة".