عبر إسرائيل وليس فيلادلفيا.. هكذا وصل السلاح إلى حماس

المشهد الأبرز في هجوم 7 أكتوبر، كان للمسلحين الذين اقتحموا مستوطنات الغلاف على ظهر عربات تويوتا بيضاء، قبل عودتهم بالأسرى، ما أثار أسئلة عن مصدرها، وسط اتهامات بأن هذه السيارات تم تهريبها عبر الأنفاق.

الحقيقة كشفها تحقيق صحيفة معاريف، الذي قال إن المركبات التي هاجمت كيبوتسات سديروت وأوفاكيم، حصلت عليها حماس عبر ميناء أشدود، وتم إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم إلى غزة بشكل رسمي.

عن تصنيع الصواريخ التي تقصفها حماس، تقول الصحيفة إن حماس تنتج صواريخها وقذائفها محليا في معامل تصنيع بمدينتي غزة وخان يونس، بفضل "ماكينات" مصنوعة في إسرائيل.

وتضيف أن حماس في العادة تشتري تلك المخارط من مصانع ومعامل إسرائيلية تم إغلاقها أو ترغب بتجديد آلاتها، وأن حماس تستورد هذه الآلات كـ"نفايات حديدية" إلى غزة، قبل تحويلها إلى معدات لصناعة الصواريخ والذخائر.

بعد حربها على غزة عام 2014، وضعت إسرائيل آلية رقابة مشددة للغاية قبل السماح بإعادة إعمار القطاع عرفت بـ"آلية إعادة إعمار غزة، GRM".

تشترط تلك الآلية على أي شخص يريد استخدام أي كمية من الإسمنت في غزة، أن يتقدم بطلب لإسرائيل يوثّق فيه مكان استخدام الكيس والكميات المطلوبة، ومن ثم الانتظار لأشهر حتى ترد إسرائيل بالقبول أو الرفض.

وإذا قبلت إسرائيل، فإنها تسمح فقط بإدخال الكميات المحددة في شاحنة مزودة بكاميرات مراقبة ونظام تتبع مواقع جغرافية GPS للتأكد من أن الكمية وصلت إلى صاحب الطلب شخصيا، وأن حماس لن تستولي على الإسمنت.

هذه الآلية تسببت في عرقلة عمليات إعادة إعمار غزة لأكثر من 10 سنوات منذ حرب 2014، لدرجة أن الحرب الحالية بدأت قبل انتهاء منازل تهدّمت في الحرب السابقة.

رغم هذه الرقابة الصارمة، تقر معاريف بأن حماس بنت أنفاقها في غزة بخرسانة حصلت عليها من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم.

في السابق، كانت تصنع حماس صواريخها باستخدام الأسمدة الزراعية والسكر المطحون اللذان يولدان معا مادة قابلة للاشتعال لكنها ضعيفة الانفجار.

لكن منذ عام 2007، شددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة وحظرت دخول الأسمدة وأي مواد تصنفها كمواد "ذات استخدام ثنائي مدني-عسكري". مع ذلك، استمرت حماس في تصنيع الصواريخ المحلية وتطوير أنواع جديدة قادرة على الوصول لمدى بعيد في إسرائيل حتى تل أبيب.

في تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز كشف أن المصدر الرئيس للمواد المتفجرة لحماس أصبح إسرائيل نفسها، عبر استغلال الصواريخ والقذائف التي يقصف بها الجيش قطاع غزة وإعادة تدويرها لإنتاج الصواريخ المحلية، بحسب الصحيفة.

نحو 10% من الصواريخ التي تقصفها إسرائيل على غزة لا تنفجر، وهو ما يمثل كنزا بيد حماس لإعادة التدوير والإنتاج العسكري.

بينما تزيد حدود الضفة الغربية المحتلة مع إسرائيل أكثر من 20 ضعف حدود محور فيلادلفيا مع مصر، فإن جزءا من الأسلحة المستخدمة في الضفة الغربية تأتي من إسرائيل في الأساس.

وتعاني إسرائيل من ظاهرة سرقة الذخائر والأسلحة الرشاشة من معسكراتها وبيعها في السوق السوداء، بحسب تحقيقات رسمية إسرائيلية.

صحيفة إسرائيل هيوم تكشف أن أحد المصادر الرئيسية لتسرب الأسلحة الخفيفة إلى الضفة، كان المستوطنون أنفسهم. فبعد توزيع الحكومة الإسرائيلية كميات من الأسلحة الرشاشة على المستوطنين في الضفة عقب هجوم 7 أكتوبر، قام بعض المستوطنين ببيع أسلحتهم في السوق السوداء قبل أن تنتهي بيد الفلسطينيين.