بالكتب المدرسية.. كيف تحمي الصين نفسها من "الثورة الملونة"؟

بقلم الرئيس الصيني شي جين بينغ، نشرت صحيفة Qiushi التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم مقالا عن التعليم في البلاد نهاية أغسطس 2024، يتهم فيه "القوى المعادية" بتنفيذ استراتيجية "التغريب" و التخطيط لـ"ثورة ملونة" من خلال "التنافس على الشباب".

انعكست هذه الكلمات في الكتب المدرسية والجامعية التي أجرت بكين مراجعة لها، فأحدث كتاب جامعي صيني عن الأمن القومي للبلاد يقول إن موسيقى الروك أند رول، والبوب، والإنترنت هي رذائل غربية يمكن استخدامها لزرع بذور "الثورة الملونة" بين الشباب الصيني.

ويشير الكتاب، الذي يتم تدريسه في الدورة التأسيسية لتعليم الأمن القومي بالجامعات، إلى أهمية يقظة طلاب الجامعات ضد الثقافة الشعبية الغربية، والحذر من "فخاخ الثورة الملونة" عند تصفح الإنترنت، بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصادرة من هونغ كونغ.

أما المدارس، فقد أعلنت وزارة التعليم الصينية عن كتب منقحة ستكون مستخدمة في كامل سنوات التعليم الـ9 الإلزامية في البلاد عام ٢٠٢٦، على أن يبدأ طرحها للصف الأول والسابع في فصل الخريف.

هذه الكتب تركز بصورة أكبر على الثقافة الصينية التقليدية وإنجازات العلماء والمعلمين ورواد الفضاء، إضافة إلى معلومات عن الصراعات الحدودية بين الصين والهند وفيتنام، بحسب صحيفة تشاينا ديلي.

خلال الفترة الماضية، نشرت وزارة أمن الدولة الصينية، على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالبلاد مجموعة من المخاطر تضاف إلى تلك الموجودة بهدف إبقاء الجمهور متيقظا وتجنيده لصد الأعداء الأجانب، بحسب نيويورك تايمز.

وتتضمن قائمة المخاطر الجديدة بعض الآتي:

• حذر أحد المنشورات الأخيرة بعنوان "احذروا! ذئاب في ثياب حملان" القراء من أن الجواسيس قد يتظاهروا بأنهم متبرعون أسخياء.
• خدمات البريد السريع: "قامت بعض المنظمات والأفراد الأجانب" بشحن حيوانات، مثل السلاحف التي تتغذى على التماسيح، والضفادع الأميركية، والنمل الناري الأحمر، إلى الصين للتكاثر كأنواع غازية وتدمير النظم البيئية المحلية.
• الطلاب الذين يبحثون عن المال: قد يكون الطلاب الذين يبحثون عن عمل بدوام جزئي أهدافًا للجواسيس الذين يطلبون منهم التقاط صور لمواقع البحث العلمي مقابل أجر.
• الطلاب الذين يتقدمون بطلبات الالتحاق بالجامعات في الخارج: قد يكونون أيضا أوعية غير متعمدة لنشر صورة سلبية عن الصين فقد يتحول الطالب من "طالب شاب بسيرة ذاتية بسيطة إلى طليعة مناهضة للصين".
• أي شيء تقريبا: يمكن أن تحتوي الأقلام على كاميرات مخفية، يمكن التنصت من خلال الولاعات.

في عام ٢٠١٤، قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ منظورا شاملا للأمن القومي لبلاده تتضمن ١١ جانبا، بحسب الأكاديمية الفيدرالية للسياسات الأمنية الألماني كالآتي:

1. الأمن السياسي.
2. الأمن الإقليمي.
3. الأمن العسكري.
4. الأمن الاقتصادي.
5. الأمن الثقافي.
6. الأمن الاجتماعي.
7. الأمن العلمي والتكنولوجي.
8. أمن المعلومات.
9. الأمن البيئي.
10. أمن الموارد.
11. الأمن النووي.

وتشير الأكاديمية، إلى أن الغرض الرئيسي من هذه الخطة هو "الحفاظ على استقرار" النظام السياسي في الصين، ولا يفسر على أنه أمن جماعي داخل تحالف لأن الصين تسعى بشكل ثابت لاتباع سياسة عدم الانحياز في المسائل الأمنية والدفاعية.