"السيد بريكست" يقود حكومة فرنسا.. ماذا سيفعل بالمهاجرين؟

تفيد صحيفة لوفيغارو بأن بارنييه بنى خلال مساره السياسي ثقافة متميزة ترتكز على الصبر والعمل مع جميع الأطياف السياسية لفائدة خدمة المجتمع الفرنسي.

أنصار رئيس الوزراء الجديد يرجّحون أن شخصيته المنفتحة على الجميع، ستمكّنه من الحصول على أغلبية نسبية في الجمعية الوطنية، لأنه من المرشحين القلائل الذين تمكنوا من جذب دعم عدد من الأحزاب، أبرزها حزب الجمهوريين وحزب الخضر وحزب التجمع من أجل الجمهورية وجزء من الحزب الاشتراكي، مع ضمان حياد التجمع الوطني.

إلى جانب شخصيته الهادئة، إذ يصفه مقرّبون بأنه ليس من النوع الذي يتجادل مع منافسه على شاشة التلفزيون، يقول أحد أقاربه لصحيفة لوفيغارو إنه قد "يرد بعنفٍ بعد فترة طويلة من إزعاجه".

جاء تعيين بارنييه في منصب رئيس للوزراء في وقت حساس، إذ تعيش فرنسا حالة من الاضطراب السياسي، بعد حل الجمعية الوطنية والاقتصار على حكومة تصريف الأعمال.

اختار ماكرون بارنييه في محاولة للتهدئة وتجنّب أي تصويت فوري لحجب الثقة عن الحكومة القادمة، حسب ما ذكره موقع يورونيوز.

دخل بارنييه دخل السياسة في سن مبكرة، وكان محافظا وطنيا ملتزما بتقاليد الزعيم الفرنسي، شارل ديغول. توجّهه التقليدي جعل منه سياسيا مناهضا للهجرة في فرنسا وفي جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.

هذا التوجه دفعه سابقا للدعوة إلى تجاهل بعض أحكام محكمة العدل الأوروبية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، للمضي قدما في تجميد سياسة الهجرة لـ5 سنوات، وطرد الأجانب الذين يمثّلون تهديدا خطيرا، فضلا عن إلغاء حقوق الأراضي في مايوت وغيانا الفرنسيتين، وفقا لمجلة لوبوان.

وبحسب المجلة، دعا بارنييه إلى فتح 20 ألف مكان جديد في السجون وإعادة تطبيق الحد الأدنى من الأحكام الإلزامية لسلسلة من الجرائم والجنح.

في تدوينة نشرها على موقع "إكس"، في يوليو 2024، قال بارنييه إن "فرنسا بحاجة إلى النظام والتقدّم والثقة في أقاليمها. النظام في الشوارع، على الحدود، وفي الحسابات العامّة. التقدم في اقتصاد الرواتب، وجودة الخدمات العامة، والنجاح في الانتقال الطاقي والبيئي. العمل ضخم ويتطلّب الجدية والشجاعة".

وفي أول خطاب له بعد تعيينه رئيسا للوزراء، أقر بارنييه بالتحديات التي تواجهه في المهمة المقبلة، وتعهّد بقول الحقيقة "حتى لو كان من الصّعب سماعها".

• امتدّت المسيرة السياسية لميشال بارنييه لأكثر من 40 عاما، إذ شارك في السياسة الفرنسية والأوروبية.
• انضم إلى الحزب المحافظ "الجمهوريون" خلال مراهقته، عندما كان لا يزال يحمل اسم "الاتحاد من أجل الجمهورية".
• شغل بارنييه عدة مناصب وزارية في فرنسا بين عامي 1993 و2009، بما في ذلك وزارات البيئة، والزراعة، والشؤون الخارجية، مما يعكس تنوّعه والتزامه بالخدمة العامة.
• لم يقتصر تأثيره على السياسة الفرنسية فحسب، بل امتد إلى الساحة الأوروبية، إذ شغل منصب المفوض الأوروبي مرتين، وكان مستشارا لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.
• في عام 2014، ترشّح لرئاسة المفوضية الأوروبية، لكنه خسر في النهاية أمام جان كلود يونكر.
• نظرا لشغفه بالتزلج والرياضات الثلجية، نجح عام 1992 في إقامة الألعاب الأولمبية الشتوية بسافوا، مسقط رأسه.
• في يوليو 2016، بعد شهر من تصويت المملكة المتحدة لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، اختار يونكر، الذي قال إنه يريد "سياسيا ذا خبرة لهذه المهمة الصعبة"، بارنييه للتفاوض على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.