إيدن دباس.. عميل إسرائيلي تجسس لصالح إيران

ليلة 5 أغسطس الماضي، سمع إيدن دباس، شاب إسرائيلي يبلغ من العمر 30 عامًا، طرقا على بابه. عندما فتح وجد ضباط الشرطة والمحققين بانتظاره، فاعتقلوه وقدموه للمحاكمة.

دباس، طالب علم نفس، لم يتخيل يوما أن حياته ستتشابك مع قصة تجسس معقدة. في الأشهر التي سبقت اعتقاله، تواصل مع شخص يدعى "أنتوني"، قدم نفسه على أنه عميل للاستخبارات الإيرانية. ولم يكن التجنيد عملية خداع هذه المرة؛ كان دباس يعرف تماما من هو أنتوني وماذا يريد منه.

غالبا يتم إسقاط العملاء الإسرائيليين لصالح إيران عن طريق فتيات أو أموال، أو بكونهم يعملون لصالح إيران دون معرفتهم.

لكن قصة دباس مختلفة، فبحسب ما نشرته صحيفة هآرتس فإن صاحب الثلاثين عاما كان يعلم أن من يشغله يعمل في الاستخبارات الإيرانية.

أنتوني كلف دباس بمهام غريبة بدءا من تعليق ملصقات سياسية وصولا إلى وضع رأس دمية مقطوع بجوار منزل أحد موظفي وزارة الدفاع.

في كل مرة كان دباس ينفذ المهمة كان يحصل على مبلغ مالي يُحول عبر العملات المشفرة، إلى أن بلغت الأموال التي حصل عليها من أنتوني 12 ألف دولار. يقول محامي دباس إن موكله لم يكن يتبع أيديولوجيا معينة، هو فقط تم إغراؤه بالمال.

دباس يمارس لعبة خبيثة على مشغله الإيراني

مع مرور الوقت، ازدادت طلبات أنتوني تعقيدا وخطورة، فطلب من دباس أن يشعل النار في سيارة وأن يشوه ممتلكات عامة. كان الشاب الإسرائيلي يتردد في تنفيذ بعض هذه المهام، لذلك لجأ إلى حيل أخرى مثل إرسال صور مزيفة لإثبات التزامه.

إحدى المهام التي كُلِّف بها دباس هي شراء دمية وقطع رأسها وتلوين الرأس المقطوع بالأحمر ووضعه بالقرب من منزل ديفيد نوسباوم، رئيس البعثة الإسرائيلية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، المكلفة بمراقبة البرنامج النووي الإيراني.

وضع دباس رأس الدمية المقطوع بجوار مدخل مبنى والده، وقام بتصويره وأرسل الصورة إلى مشغله، وقال له إن ديفيد انتقل من منزله وإنه من خلال تفانيه في العمل وجد العنوان الجديد لديفيد.

في حادثة أخرى أمر أنتوني دباس بإشعال النار في سيارة. لم ينفذ دباس هذه المهمة، ولكن ليحصل على مقابل مادي من أنتوني وجد صورة لسيارة تحترق على الإنترنت وأرسلها لأنتوني كدليل على التزامه بأداء المهمة.

ذكر تقرير هآرتس أن إيران تسعى بشكل متزايد لتجنيد إسرائيليين للقيام بمهام تجسس أو تنفيذ أنشطة تخريبية داخل إسرائيل. الأسلوب الأكثر شيوعًا للتجنيد يتم من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل تلغرام، وواتساب، وفيسبوك، وإنستغرام.

يتنكر العملاء الإيرانيون في هيئة محترفين مثل وكلاء عقارات، ويغرون الإسرائيليين بإمكانية كسب المال بطريقة سهلة.

أما قصة دباس فقامت الاستخبارات الإيرانية باستخدام أسلوب يُعرف بـ"النهج الأمامي"، حيث يتواصل المشغلون الإيرانيون مع الإسرائيليين بشكل مباشر دون إخفاء هويتهم.

وفقا للصحيفة، لم يُذكر بعد الحكم النهائي على إيدن دباس. لكن تم توجيه تهم له تشمل الاتصال بعميل أجنبي، وهي جريمة خطيرة تصل عقوبتها القصوى إلى 15 عاما في السجن.

تقول الصحيفة إن المحامي شيرا نير نجح بإسقاط تهمة التجسس عن إيدن دباس، لكن بقيت التهم المتعلقة بالاتصال بالاستخبارات الإيرانية وتنفيذ مهام لها مقابل المال.

بناء على هذه التهم، إذا ثبتت إدانته فإن الحكم المحتمل قد يكون عقوبة سجن طويلة، لكن التفاصيل النهائية المتعلقة به ستعتمد على قرار المحكمة، وما إذا كانت ستأخذ في الاعتبار دفاع محاميه الذي صور دباس على أنه شخص مدفوع بالمال وليست لديه دوافع أيديولوجية.