مَن المتهم؟ استهداف أميركيين في بغداد بتوقيت بزشكيان

بيان السفارة يأتي بعد يوم من زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق التي سبقها بساعات تعرّض منشآت أميركية، داخل مطار بغداد، للاستهداف، وهو ما يظهر أن الاستهداف مرتبط بشكل مباشر بالزيارة، من وجهة نظر الأميركيين.

نقلت مصادر أمنية لوكالة رويترز، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، أن صاروخين سقطا بالقرب من القوات الأميركية المتمركزة قريبا من مطار بغداد في قاعدة كامب فيكتوري، مع تقارير عن أضرار مادية دون إصابات. موضحة أن السفارة الأميركية لم ترد على الفور على طلب التعليق.

على الرغم من اتهام السفارة الأميركية، صباح 13 سبتمبر، جماعات موالية لإيران بالاستهداف، فإن تلك الجماعات وأبرزها مليشيا حزب الله، سارعت بعد ساعات قليلة من الضربة، إلى نفي صلتها به، وألمحت إلى أن الولايات المتحدة نفسها لها ذراع بالأمر، للتأثير على أجواء زيارة الرئيس الإيراني للبلاد.

ووصف الناطق العسكري لمليشيا كتائب حزب الله العراقية، جعفر الحسيني، فجر الأربعاء، القصف الصاروخي الذي استهدف مطار بغداد بـ"المشبوه".

وقال الحسيني في بيان: "استهداف مطار بغداد، وفي هذا التوقيت، تقف خلفه أيادٍ مشبوهة، والغاية منه التشويش على زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد، وندعو الأجهزة الأمنية إلى كشف المتورطين".

عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، ياسر وتوت، قال في تصريحات صحافية، إن "قصف القاعدة الأميركية في مطار بغداد، ربما يدفع الجانب الأميركي إلى رد فعل عسكري جديد ضد بعض الفصائل العراقية، خاصة أن الأميركيين يستغلون أي فرصة وظرف لاستهداف تلك الفصائل".

يبيّن وتوت في تصريحاته أن "موقف الفصائل العراقية واضح، فهي ما زالت داعمة لجهود حكومة محمد شياع السوداني، لإخراج القوات الأميركية عبر الحوار والأطر القانونية والدبلوماسية، وما زالت ملتزمة بعملية التهدئة مع الجانب الأميركي، وعملية استهداف مطار بغداد ربما تقف خلفها أطراف بعيدة عن الفصائل، تريد تأجيج الوضع الأمني، وإرباك الأوضاع، كجزء من عملية إحراج الحكومة واستهدافها".

أبرم الرئيس الإيراني، خلال زيارته للعراق، 14 مذكرة تفاهم، ويرى مراقبون أن معظم هذه المذكرات تصبّ في صالح إيران.

في السياق ذاته، يقول السياسي المستقل عائد الهلالي، إن "الزيارة بحثت مستقبل المنطقة والعلاقات الإقليمية، والدور الذي يمكن أن يؤدّيه العراق في تقريب وجهات النظر بين إيران ودول الإقليم، إذ تعمل بغداد الآن على تقريب وجهات النظر بين إيران من جهة، ومصر والأردن من جهة أخرى".

من وجهة نظر الهلالي، فإن إيران تعد العراق بوابة للعلاقات مع المنطقة العربية.

على الجهة المقابلة، يرى المحلل السياسي محمد نعناع، أن "هذه الزيارة استمرار للجهود الإيرانية في استغلال العراق، للإفلات من العقوبات الدولية، والمزيد من استخدامه أيضا بوصفه مجالا حيويا وبعدا أمنيا وقوميا".

بشأن الاتفاقيات، يشير نعناع إلى أن "هذه الاتفاقيات غامضة وتفاصيلها غير معلومة، وهي على ما أعتقد كمثيلاتها السابقة، لا يستفيد منها العراق، بل إيران بالدرجة الأولى".

تشمل المذكرات الموقعة مجالات: التربية والإعلام والاتصالات والزراعة والمناطق الحرة العراقية الإيرانية، إذ أشار السوداني إلى أن هذه المذكرات ستمثّل، مع مذكرات التفاهم الموقّعة السابقة، خريطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.