سياسة
.
في اجتماع محتدم بين زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارة وأهالي الأسرى، حاولت السيدة الأولى تبرير موقفه الرافض لصفقة التبادل والمصمم على البقاء في محور فيلادلفيا بالقول إن حماس لديها خطط في حال انسحاب الجيش من المحور بتهريب الأسرى إلى اليمن وإيران، وسيُفقَد أثرهم للأبد.
هذا الادعاء على وجه التحديد كان سببا للكشف عن حملة حرب نفسية تشنها الحكومة الإسرائيلية على مواطنيها والعالم الغربي، لتبرير حربها على غزة، بحسب صحيفة هآرتس.
لكن الغريب، أن من كشف عن تلك الحرب النفسية السرية كان الجيش الإسرائيلي، الذي فنّد مزاعم سرّبها نتنياهو إلى الإعلام الغربي بشكل سري، عبر صحافي وهمي مزيف كتب عدة مقالات "حصرية" لصحف أوروبية منذ بدء الحرب على غزة.
وتسبّبت تصريحات الجيش بشكل غير مباشر في انهيار إحدى أقدم وأهم الصحف اليهودية الموالية لإسرائيل في بريطانيا "جويش كرونيكل"، إذ فجّرت موجة استقالات واسعة فيها، مع مطالبات بطرد رئيس تحريرها.
الجيش وجه ضربة أخرى إلى نتنياهو بالكشف عن عدم صحة مزاعم وجود أنفاق عابرة للحدود مفتوحة بين مصر ورفح.
لكن هذه ليست المرة الأولى، إذ شنت إسرائيل عمليات حرب نفسية سابقة مشابهة ضد مواطنيها في الحروب الماضية، لكن لم يكشف أمر تلك العمليات إلا بعد سنين. وكانت الحكومة والجيش جزءا من تلك العمليات، في حين هذه المرة يقوّض الجيش بروباغندا الحكومة بشكل علني، ولأول مرة.
فما الذي يحدث؟ وكيف وصل الصدام بين الجيش ورئيس الوزراء لهذا الحد العلني؟ وكيف بات هناك وجهان لإسرائيل على جبهة البروباغندا، واحد للحكومة وآخر للجيش؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة