حماية ترامب المشاغب.. "كابوس" يرهق الخدمة السرية

حتى بعد أن كادت محاولة اغتيال أن تُنهي حياته في الـ 13 من يوليو الماضي، يبدو أن ترامب يضيق بإجراءات الحماية الإضافية التي يوفرها له جهاز الخدمة السرية، وذلك حسب أشخاص تحدثوا مع الرئيس السابق، ونشرت تصريحاتهم صحيفة واشنطن بوست.

عبر ترامب في محادثات عن ضيقه بإجراءات الأمن الإضافية في منتجع مار إيه لاغو في ولاية فلوريدا، كما أنه أكمل ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد الحادث، حتى أن مصدرين على دراية بالأمر قالا لشبكة سي إن إن، إن الرئيس السابق اتخذ قرار الذهاب للعب الغولف يوم الأحد، بشكل مفاجئ.

إلا أن المفاجآت لا تروق لجهاز الخدمة السرية، خاصة تلك المتعلقة بالأشخاص الذي يلتقيهم ترامب دون تنسيق مسبق، كرواد النوادي الاجتماعية التي يرتادها، وزوار ملاعب الغولف التي يمضي فيها ساعات يومية، وكان جهاز الخدمة السرية قد أثار مخاوف بشأن تلك التفاصيل مع فريق مستشاري ترامب.

ففي منتجعه في ويست بالم بيتش، عادة ما يجلس ترامب لتناول طعامه في غرفة الطعام، حيث يجلس على مقربة منه العديد من الزبائن والزوار، الذين لم يخضعوا للفحص المسبق، وأحيانا ما يتجول ترامب في الفناء، وهو على استعداد لبدأ حديث ودردشة مع أي شخص، وفي أي موضوع، ما دفع جهاز الخدمة السرية للرغبة في تغليظ قواعد الدخول لبعض من تلك النوادي التي يفضلها ترامب، وتسمح في كثير من الأحيان للأعضاء بإحضار غرباء معهم.

وحتى قبل نجاة ترامب من محاولة اغتيال في بتلر وأخرى في بالم بيتش، يعتقد مسؤولون حاليون وسابقون أن جهاز الخدمة السرية لم يُطلب منه سابقا توفير هذا القدر من الحماية الكثيفة لرئيس سابق، كما يحدث مع ترامب.

إلا أن ترامب ليس رئيسا سابقا وحسب، بل أنه الاسم الأول أيضا على بطاقة ترشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية للعام 2024، ما يجعله حالة فريدة بالنسبة لجهاز الخدمة السرية المعني بحماية المرشحين والرؤساء السابقين في الوقت نفسه.

وقال العميل السابق في جهاز الخدمة السرية، تيم ميلر، لشبكة سي بي سي، إن هذا الوضع، يفرض متغيرات جديدة وديناميكية على عملية حماية ترامب، خاصة وأنه دائم التنقل من موقع لآخر، وذلك على عكس رؤساء سابقين آخرين كجورج دبليو بوش ووالده، اللذين ابتعدا عن الأضواء، وعاشا حياة "غامضة نسبيا" بعد ترك البيت الأبيض.

في حين يستمتع ترامب بقضاء ساعات يمارس فيها رياضة الغولف، ربما يشعر عملاء جهاز الخدمة السرية أن ذلك هو الوقت الأكثر حرجا بالنسبة لهم على مدار اليوم، إذ قال أشخاص على اطلاع على الأمر لشبكة سي إن إن، إن ملاعب الغولف بالتحديد تمثل تحديا بالنسبة للعملاء، إذ تشكل أكبر مساحات مفتوحة يزورها الرئيس السابق خلال يومه.

بالإضافة إلى المساحة الشاسعة الواجب تغطيتها، هناك أيضا العديد من الممرات، وعادة ما تتاخم هذه الملاعب، طرق كبيرة، حيث الأشجار والغطاء النباتي والتلال، التي قد تُخفي فيما بينها أي مهاجم، وتجعل من الصعب على عملاء الجهاز التعامل معه.

كما أن وجود ترامب في ملعب للغولف، لا يعني بأي حال أن الملعب سيغلق أبوابه أمام اللاعبين الآخرين أو أن الطرق المتاخمة ستُعطل حتى انتهاء الرئيس السابق من ممارسة رياضته، ولكن ما يحدث هو أن عملاء جهاز الخدمة السرية عادة ما يرتدون ملابس الغولف ويرافقون ترامب بسيارتين بين الممرات، قبله وبعده، ويحاولون تأمين كل منطقة قبل أن يصل إليها.