سياسة

"هدية" أميركية تثير أزمة في العراق.. قصة "مدفعية البيشمركة"

نشر

.

Assad Hussein

اعتبرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، تسليح الولايات المتحدة الأميركية لإقليم كردستان بمدافع ثقيلة تهديدًا للسلم المجتمعي.

وقال عضو اللجنة، علي البنداوي في تصريح صحفي، إن "الجانب الأميركي زود قوات البيشمركة، التي هي من المفترض أن تكون حافظة للأمن الداخلي للإقليم فقط، بمدافع (هاوتزر) الأميركية، وهذا يشكل تهديدًا للأمن المجتمعي، ويرفع من حدة التوتر في البلاد، على اعتبار أن الأسلحة الثقيلة يجب أن تكون بيد الجيش العراقي فقط لا غير".

وطالب البنداوي الحكومة العراقية "باتخاذ خطوات قانونية لمنع مثل تلك الصفقات، وتقديم مذكرة اعتراض للإدارة الأميركية بعدم تسليم أي أسلحة ثقيلة لأي جهة دون موافقة المركز (الحكومة المركزية في بغداد)".

تراشق سببه المدافع

وكان رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي نشر بيانا أثار فيه قضية المدافع عبر انتقاده تسليح قوات محلية بالمدافع، في إشارة إلى البيشمركة، وقال ما نصه "إن ذلك قد يضرب الأمن في نينوى وكركوك".

بينما وصفت النائبة عن ديالى وحدة الجميلي، قرار تسليح البيشمركة بمدافع أميركية ثقيلة بـ"السابقة الخطيرة" لرئيس الوزراء.

وقالت في تدوينة إن "الأجدر تسليح الجيش العراقي والحفاظ عليه من التشظي".

وفي رده على مخاوف الحلبوسي، هاجم النائب محما خليل عن الديمقراطي الكردستاني رئيس مجلس النواب السابق، واصفا إياه بـ"المخلوع المزور".

وقال خليل في بيان "في سابقة لم تحدث بتاريخ العراق أن يخلع رئيس من منصبه بعد إدانته بتهمة التزوير، وهذا ما يجعله لا يرى بعينه ولا يعرف أن البيشمركة جزء من منظومة الدفاع العراقية رسميا ودستوريا، ولا يعرف إنهم رأس الرمح والصخرة الصلدة التي تحطمت عليها دكتاتورية النظام البائد".

تسليم المدافع للبيشمركة

وكان وزير شؤون البيشمركة، شورش إسماعيل، قد أعلن في 6 أغسطس الماضي، عن تزويد وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قوات البيشمركة بـ 24 مدفعًا من النوع الثقيل، واصفًا ذلك بـ"اليوم التاريخي وخطوة كبيرة سترفع من القدرات العسكرية لقواتنا".

وتعتبر مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع، أحد أقوى أسلحة المدفعية الموجودة لدى "التحالف الدولي" بزعامة واشنطن، ويمكنها إصابة أهداف على مسافة 40 كيلومترا. وهي قطعة ميدانية متنقلة يمكن سحبها وجرها بسهولة.

"السوداني أخطأ بينما رفض أسلافه"

في المقابل، وصف المستشار العسكري المقرب من كتلة الإطار التنسيقي الشيعي في البرلمان، عبد الكريم خلف، موافقة رئيس الحكومة العراقية محمد شيّاع السوداني على تسليم المدافع للإقليم بالخطأ، مستغربا أن يسلح الإقليم بأسلحة متطورة تفوق قدرة الجيش العراقي نفسه.

خلف قال في لقاء متلفز بأن تلك المدافع ستستخدم عاجلا أم آجلا في أي نزاع بين البيشمركة والجيش، وهو أمر وارد الحدوث، مؤكدا أن ثلاثة رؤساء حكومة سابقين رفضوا تسليمها للإقليم، من حيدر العبادي ثم عادل عبد المهدي وصولا إلى مصطفى الكاظمي، لكن السوداني سلمها لهم باستشارة خاطئة، وفق قوله.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة