سياسة
.
الموقف متأزم على الجبهة الشمالية، فبعد أن أقدمت إسرائيل على اغتيال حفنةٍ من قيادات قوات النخبة التابعة لحزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم الجمعة 20 سبتمبر، أمطرت سماء جنوب لبنان بقصف طائراتها، مؤكدة أنها ضربت مئات الأهداف التابعة للجماعة الموالية لإيران.
حزب الله لم يقف موقف المتفرّج، بل سدّد ضربات لإسرائيل أيضا، زعم أن بعضها طال قاعدة ومطار "رامات ديفيد"، وهي أعمق نقطة تصل إليها صواريخه، منذ بدء المناوشات في أكتوبر الماضي.
في ضوء تلك التصعيدات، بدا خلال الأسبوع الماضي، كأن مرحلة جديدة من المواجهات بين الطرفين على وشك أن تبدأ، مرحلة يمكن أن تأخذ المنطقة إلى حرب أوسع نطاقا، وتشكّل كذلك في الوقت نفسه، كما يشير محللون، تخطّي الطرفين لحالة الردع المتبادل التي مارسها على مدار سنوات.
وبينما يعتقد محللون أن لإسرائيل اليد العُليا في المواجهات الحالية، فإنها تفرض على حزب الله خيارين لا أكثر: إما الانسحاب من الحدود الشمالية لإسرائيل وإما الحرب في خرق لقواعد المناوشات غير المنطوقة بين الطرفين.
إلا أن توقيت التصعيد مع حزب الله وتحوُّل الاهتمام الإسرائيلي إلى الجبهة الشمالية، يبقيان مثيرين للاهتمام.
ويعتقد محللون أنه مرتبط برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ذاته، الذي فشل في تحقيق هدفه المعلن في حرب غزة، والمتمثل في القضاء على حماس، ومن ثم اختار أن يجعل من الجبهة اللبنانية مرحلته الجديدة في حرب ممتدّة.
لكن ما الذي يعنيه الرّدع المتبادل؟ وكيف يتجاوز الطرفان قواعدهما غير المنطوقة؟ ولماذا توجه نتنياهو إلى جبهة لبنان؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة