إسرائيل قتلت زهور في "عمر الزهور".. وأطفالها شهود عيان

عصر يوم الأربعاء 25 سبتمبر الجاري، دخل جنود إسرائيليون من وحدة المستعربين بسيارة مدنية تحمل لوحة أرقام فلسطينية إلى قرية عنزا. هدفها كان اعتقال شاب مطارد تحصن في أحد منازل الجبل الرئيسي في القرية. يقول رمزي العمور الذي كان شاهدا على الحدث إن أهالي القرية اكتشفوا وجود وحدة المستعربين في القرية فبدأ مسلحون بإطلاق النار عليها.

بعد وقت من الاشتباكات ودخول الجيش الإسرائيلي إلى القرية لمساندة وحدة المستعربين، استطاع الجيش أن يدخل البيت الذي يريده، واعتقل الشاب المطلوب له من داخله ونصب قناصة على شرفة البيت. قبالة البيت الذي تواجد فيه الجيش.

كانت زهور في ساحة بيت آخر تقوم بواجب عزاء عمة زوجها. فبدأ القناص بإطلاق الرصاص على بيت العزاء. يقول رمزي إن الجيش كان يعرف أنه يطلق النار "على نساء في بيت عزاء".

أصيبت 4 نساء وقتلت زهور في هذه الحادثة، وتقول أخت رمزي لبلينكس التي كانت تجلس بجانب زهور: "أطلقوا النار علينا بشكل مباشر، والدماء أصبحت في كل مكان".

هبة العمور التي تبلغ من العمر 12 عاما تقول لبلينكس إنها حزينة على فقد أمها التي كانت تطبخ لها ولإخوتها وترعاهم وتجهزهم للمدرسة. لكنها في ذات الوقت ستصبح أما وأختا لإخوتها، وسترعاهم كي لا يحتاجوا أحدا في متطلباتهم اليومية.

لهبة 4 أخوة أصغرهم مسك التي تبلغ من العمر عامين اثنين. لا تعرف مسك ما الذي جرى، وظلت طوال فترة مقابلة بلينكس لعائلتها تلعب بسيارتها ذات اللون الوردي وتطلب من أبيها أن يشغلها لها.

أما أحمد الذي يبلغ من العمر 5 سنوات فيقول أنه يتذكر كيف كانت أمه تجهزه ليذهب إلى الروضة وتضع له "الساندويشة في كيس بلاستيكي".

يواصل رمزي الليل بالنهار حاليا ليسهر على راحة أولاده الذين فقدوا أمهم، وظل يتساءل رمزي أمام عدسة بلينكس قائلا: "فليخبرني أي أحد، ماذا فعل هؤلاء الأطفال ليحرموا من أمهم، وماذا فعلت أمهم لتقتل بهذه الطريقة"؟

منذ 7 أكتوبر، تصاعدت العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قتلت إسرائيل 716 فلسطينيا في الضفة منذ بدء الحرب في غزة، معظم في مدن شمال الضفة، جنين، طوباس، طولكرم، ونابلس.