بوب وودوارد.. راوي كواليس البيت الأبيض يفضح "لسان بايدن"

بوب وودوارد، صحافي أميركي شهير، عُرف بكتاباته التي تعمقت في الشؤون السياسية الأميركية وكشفت أسرار وكواليس الإدارات الرئاسية في الـ50 سنة الماضية.

بدأ مسيرته في الصحافة الاستقصائية بتسليط الضوء على فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون، من خلال كتابه "كل رجال الرئيس" عام 1974، و"الأيام الأخيرة" عام 1976، اللذان كتبهما بالتعاون مع شريكه الصحافي كارل بيرنستين.

بعد فضيحة ووترغيت، واصل وودوارد تغطية الإدارات الرئاسية المختلفة، ليصبح بمثابة الراوي لكواليس السلطة في واشنطن.

وفرت كتبه مثل "الأجندة" عام 1994، و"بوش في الحرب" الصادر في عام 2002 و"خوف: ترامب في البيت الأبيض" (2018) تفاصيل دقيقة عن رؤساء مثل بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب والتحديات التي واجهوها في صنع القرار.

لم يقتصر اهتمام وودوارد على الرؤساء فقط، بل توسع ليشمل الأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد. في كتاب "الحجاب" (1987)، تناول العمليات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية خلال عهد إدارة ريغان، وكشف تفاصيل حروبها السرية، مما جعله يبرز كأحد أبرز المؤرخين الصحافيين في تاريخ الولايات المتحدة.

بعد دخول إسرائيل في حرب مع حركة حماس بقطاع غزة، لم يكترث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على سؤال بايدن: "ما هي استراتيجيتك لما بعد الحرب؟".

ومع تصاعد الصراع ودخول إسرائيل إلى رفح، قال بايدن عن نتنياهو: "إنه كاذب حقير"، مضيفا قوله " "ليس لديه استراتيجية".

وأفاد وودوارد أن بايدن قال إنه شعر أن نتنياهو يكذب عليه بانتظام، ما جعله يقول في حديث خاص: "هذا الابن القذر، بيبي نتنياهو، رجل سيئ. إنه رجل سيئ، حقير".

ويصف وودوارد العلاقة بين بايدن ونتنياهو في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل بالمتقلبة، فبينما يظهر بايدن يدعم إسرائيل علنًا، فقد يتشاجر مع نتنياهو خلف الكواليس بشأن كيفية إدارة إسرائيل للحرب في غزة.

ومن بين الأمثلة الأخرى التي يقدمها وودوارد والتي تعكس علاقة بايدن ونتنياهو المتوترة ضرب إسرائيل لسفارة إيران بسوريا والتي أسفرت عن مقتل جنرال كبير في فيلق الحرس الثوري الإيراني، مما دفع إيران إلى إطلاق أكثر من 100 صاروخ باليستي لأول مرة من أراضيها مباشرة على إسرائيل.

وفي الوقت الذي كان بايدن يحث نتنياهو على عدم الرد وضبط النفس، قائلا خلال مكالمة هاتفية "اقتنع بما تحقق"، أخذ نتنياهو خطوة هجومية أخرى شن من خلالها ضربة ضد إيران.

يصوّر كتاب وودوارد الرئيس بايدن على أنه قائد حذر، لكنه سريع الغضب وراء الكواليس، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالزعماء الأجانب العنيدين، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو حتى سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب.

يشير وودوارد في كتابه أنه بينما نادرًا ما يذكر بايدن اسم ترامب علنًا، مشيرا إليه بعبارة "سلفي" أو "الرجل السابق"، إلا أنه في الخاص يناديه بـ"ذلك الأحمق اللعين".

وفيما يتعلق بالعلاقة بين بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشار بايدن إلى نظيره، بعد فترة وجيزة من الحرب الروسية الأوكرانية، بوصفه "تجسيد للشر"، ووصفه في حديث إلى مستشاريه بكلمات لاذعة قائلاً: "ذلك اللعين بوتين"، "بوتين اللعين.. بوتين شرير.. نحن نتعامل مع نموذج الشر".

في ربيع 2024، عندما تصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي في غزة وخلص بايدن إلى أن نتنياهو مهتم أكثر بمصلحته الشخصية وليس بالقضاء على حماس، وصف نتنياهو لأحد مساعديه بكلمات قاسية، قائلاً: "هذا القذر، بيبي (نتنياهو)، رجل سيئ. إنه رجل سيئ للغاية".

ينظر الجمهوريون إلى كتاب بوب وودوارد الأخير على أنه محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات القادمة، وفقا لما نقله موقع ذا دايلي بيست الأميركي.

في هذا الشأن، شن فريق حملة دونالد ترامب هجومًا شرسًا على وودوارد، ووصفوا كتابه بأنه يحتوي على مجموعة من الادعاءات المزيفة التي تهدف إلى تشويه صورة الرئيس السابق.

ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم ترامب، صرح بأن وودوارد "يعاني من اضطراب شديد بسبب كراهيته لترامب"، وأن جميع القصص التي يرويها "مختلقة ولا تمت للواقع بصلة".

وصف تشيونغ وودوارد بأنه "رجل غاضب وصغير"، مشيرًا إلى أن غضبه يأتي نتيجة نجاح ترامب في مقاضاته بسبب نشر تسجيلات غير مصرّح بها.

من جهته، نفى الكرملين ما ورد في الكتاب، حيث وصفه المتحدث ديمتري بيسكوف بأنه "قصة وهمية نموذجية في سياق الحملة السياسية الانتخابية".

يعتبر الجمهوريون أن الكتاب جزء من حملة منسقة لتقويض فرص ترامب في مواجهة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، وفقا لموقع دايلي بيست.

قبل اندلاع الحرب الأوكرانية، كشفت الاستخبارات الأميركية عن خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو أوكرانيا باستخدام 175 ألف جندي. في ذلك الوقت، جاء رد بايدن على هذه المعلومة باندهاش قائلاً: "يا يسوع المسيح. الآن علي أن أتعامل مع ابتلاع روسيا لأوكرانيا؟".

كما يذكر وودوارد في كتابه أن فريق الأمن القومي لبايدن كان يعتقد في مرحلة معينة أن هناك تهديداً حقيقياً بنسبة تصل إلى 50٪ بأن يستخدم بوتين الأسلحة النووية في أوكرانيا.

كانت هذه التقديرات بناءً على معلومات استخباراتية تشير إلى أن بوتين، الذي كان يعاني من الإحباط واليأس بسبب الخسائر المتزايدة في ساحة المعركة، قد يلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية كوسيلة لإعادة السيطرة على الحرب.

كشف بوب وودوارد تفاصيل جديدة حول العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، فخلال ذروة وباء كوفيد-19، أرسل ترامب مجموعة من أجهزة اختبار كوفيد السرية من شركة أبوت بوينت أوف كير، إلى بوتين لاستخدامه الشخصي.

تبادلت روسيا والولايات المتحدة المعدات الطبية، بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي، لكن بوتين كان حريصًا على الحفاظ على سرية هذا التعاون.

في مكالمة هاتفية مع ترامب، طلب بوتين أن يتم إبقاء إرسال أجهزة الاختبار سرًا، قائلاً: "من فضلك لا تخبر أحداً أنك أرسلت هذه الأجهزة إليّ".

رد ترامب ببساطة: "لا يهمني. حسنًا". ولكن بوتين أصر قائلاً: "لا، لا، لا أريدك أن تخبر أحداً لأن الناس سوف يغضبون منك، وليس مني. إنهم لا يهتمون بي". ووفقًا لوودوارد، ظل ترامب على اتصال مع بوتين حتى بعد مغادرته البيت الأبيض في عام 2021.

الانسحاب من أفغانستان

بعد الانسحاب الأمريكي الكارثي من أفغانستان، تلقى بايدن مكالمة هاتفية مواساة من عضو آخر في نادي الرئيس.

كانت المكالمة من الرئيس السابق جورج بوش الذي قال لبايدن: "يا إلهي، أستطيع أن أفهم ما تمر به. لقد تعرضت للخداع من قبل رجال الاستخبارات أيضًا"، حسبما أفاد وودوارد.

بايدن وهانتر

رشح الرئيس جو بايدن ميريك غارلاند لمنصب المدعي العام للولايات المتحدة في يناير 2021، لكنه ندم على ذلك لأنه يقود التحقيق الجنائي في قضية ابنه هانتر بايدن.

قال بايدن إنه "لم يكن ينبغي له أبدًا اختيار" المدعي العام ميريك غارلاند خلال محادثة حول المشاكل القانونية التي يواجهها ابنه.