قاعدة "كورجيك" بتركيا.. هل تزود إسرائيل بالمعلومات؟

الحديث عن القاعدة في تركيا تردد أول مرة عندما أطلقت ادعاءات بأنها زودت إسرائيل بمعلومات عسكرية خلال هجومها الأول على مواقع إيرانية في شهر أبريل الماضي.

وعاد ذات المشهد ليتكرر الآن في إطار حالة جدلية عبّر عنها صحفيون وباحثون أتراك، إذ اعتبروا أنها ستقدم معلومات وإسناد لإسرائيل في ضربتها المتوقعة ضد إيران.

و"كورجيك" أنشأت في عام 2010، وتقع في ولاية ملاطية التركية، وهي مخصصة لأنظمة المراقبة وجمع المعلومات والدفاع، بخلاف قاعدة "إنجرليك" التي تضم أسراب من الطائرات الحربية التابعة لحلف "الناتو".

وشهدت القاعدة منذ اندلاع الحرب في غزة مظاهرات عدة خرجت في محيطها، وطالب محتجون أتراك مرات عدة بإغلاقها، كونها تستخدم كنقطة انطلاق معلومات وتنسيق من جانب الولايات المتحدة الأميركية، حليفة إسرائيل.

لكن وزارة الدفاع التركية قالت في وقت سابق من أبريل إن القاعدة لا دور لها في الهجمات الإسرائيلية في غزة أو ضد إيران.

وأضافت أن "المعلومات التي يتم الحصول عليها من نظام الرادار في كورجيك تتم مشاركتها مع الحلفاء في إطار إجراءات الناتو، ولا تتم مشاركتها مع الدول غير الأعضاء".

النفي من أعلى سلطة عسكرية قبل 6 أشهر لم يكن مقنعا كثيرا في الداخل التركي، وظّل صحفيون يعيدون التذكير بعلاقة إسرائيل بكورجيك منذ ذلك الشهر، وحتى قبل يومين.

الصحفي التركي، صباح الدين أونكيبار اعتبر أن "أنقرة تدعم إسرائيل بشكل علني من خلال قاعدة كورجيك في ملاطية".

وقال في منشور على "إكس": "إسرائيل تتبعت صواريخها التي أطلقت على إيران عبر استخدام رادار قاعدة كورجيك".

لكن الباحث السياسي التركي، هشام جوناي أوضح لبلينكس أنه "لا يحق لإسرائيل أن تستخدم القاعدة لقصف قواعد مجاورة لتركيا مثل إيران".

وقال إن "الأراضي التركية ستكون عرضة للاستهداف من قبل إيران إن استخدمت إسرائيل قاعدة كورجيك"، وهو ما تحرص أنقرة على تجنبه.

الباحث جوناي اعتبر أيضا أنه وفي حال أثبتت المزاعم المتعلقة بكورجيك وإسرائيل فإن الأمر سيكون "فضيحة على المستوى العالمي، كون كثير من الدول الأعضاء في الناتو يعارضون سياسات تل أبيب ويرفضون الهجمات على إيران".

ومن جانبه كتب الصحفي التركي، قاسم كارداش على "إكس"، الخميس، إن "كورجيك تقوم بإبلاغ جميع التحركات الجوية في المنطقة إلى أميركا وحلف شمال الأطلسي"، مضيفا: "وبشكل غير مباشر تذهب هذه المعلومات إلى إسرائيل".

لكن المسؤول السابق في الناتو ووزارة الدفاع البريطانية، نيكولاس ويليامز يستبعد أن تكون قاعدة "كورجيك" زودت إسرائيل بأية معلومات.

ويوضح لبلينكس أن "الأمر غير وارد"، وأن "أنقرة وضعت خطا أحمر حين وافقت على إنشاء القاعدة مفاده أن المعلومات التي تصل للقاعدة لا تشارك خارج الناتو".

وكانت إيران انتقدت في العام 2012 إنشاء القاعدة القريبة من أراضيها واعتبرتها رسالة ضد برنامجها الصاروخي.

وفي هذا الصدد يشير المسؤول السابق في الناتو ويليامز إلى أن "إيران تحرض ضد قاعدة كورجيك لمصلحتها الخاصة وخوفا من الناتو، وأن إسرائيل ذريعة مريحة لإيران".

ويرى جوناي أن الأخبار المتعلقة بشأن "كورجيك" تثار لأن أميركا هي العمود الفقري للناتو وهي تدافع عن المصالح الإسرائيلية بشكل عام.

ويضيف أن "تركيا لا تقحم نفسها في سياسات الولايات المتحدة الأميركية الخاصة بإسرائيل".