تايوان وكوريا تغليان.. ماذا يحدث في شرق آسيا؟

قبيل الاحتفال بالذكرى ١١٣ لما تعرفه تايوان، أو في اسمها الآخر الذي تطلقه على نفسها جمهورية الصين، خرج رئيس الجزيرة لاي تشينغ تي في خطاب يقول فيه "جمهورية الصين الشعبية ليست الوطن الأم لشعب جمهورية الصين"، وتابع "من ناحية أخرى، تعد جمهورية الصين الوطن الأم لشعب جمهورية الصين الشعبية التي يبلغ عمرها 75 عاما أو أكثر"، بحسب وكالة أنباء الجزيرة Focus Taiwan.

في هذا الخطاب الذي كان في الخامس من أكتوبر ٢٠٢٤، ذكر لاي جمهورية الصين 5 مرات، وتايوان مرة واحدة، وجمهورية الصين الشعبية 4 مرات، بحسب الصحفية التايوانية تينغ تينغ ليو عبر حسابها على إكس.

في يوم العيد الوطني نفسه، العاشر من أكتوبر، خرج لاي في خطاب ليؤكد التزامه بالدفاع عن سيادة الجزيرة، وأن "الصين الشعبية" ليس لها سلطة تمثيل تايوان، وأن مهمته كرئيس هي مقاومة أي جهود للضم، بحسب وكالة أنباء الجزيرة.

في المقابل، قالت الصين إن محاولات الانفصال ستبوء بالفشل، وعلقت وكالة أنباء شينخوا الرسمية لبكين على خطاب لاي واصفة إياه بالـ"هرطقة".

يوافق هذا اليوم الذي تحتفل به الجزيرة كعيد وطني بذكرى قيام الثورة عام ١٩١١ في ١٠ أكتوبر ضد سلالة تشينغ الحاكمة ليؤسس في العام التالي "جمهورية الصين" التي ظلت تحكم الصين، ودخلت في حرب أهلية ضد الحزب الشيوعي الذي انتصر عام ١٩٤٩، لتؤسس جمهورية الصين الشعبية، فيما هرب "رئيس جمهورية الصين" وحزب الكومنتانغ الحاكم تشيانغ كاي شيك إلى جزيرة ليكون حكما هناك.

وظلت الحكومة الموجودة في تايوان ممثل الصين في الأمم المتحدة حتى العام ١٩٧١ حينما تم طردها وإعطاء مقعد الصين لجمهورية الصين الشعبية.

وتعتمد بكين في قضية تايوان على مبدأ "الصين الواحدة" التي تقول إنه "لا يوجد سوى صين واحدة "الصين الشعبية" وأن تايوان جزء من الصين.

للمرة الرابعة خلال عامين تجري الصين مناورة حول تايوان، لتطلق عليها اسم "السيف المشترك ب" بعد شهور من الجزء الأول من المناورات التي حملت الاسم ذاته عقب تنصيب لا تشينغ تي.

المناورات الحالية شملت استخدام حاملة الطائرات لياونينغ، من أجل تدريب على "حصار الجزيرة" بحسب ساوث تشاينا مورنينغ بوست التي تصدر من هونغ كونغ.

وأكدت الصين في ختام المناورات التي استمرت يوما واحدا، أنّها لن تتخلّى "أبدا" عن خيار "استخدام القوة" لغزو الجزيرة، واصفة أنها "تحذير شديد اللهجة" إلى القوى "الانفصالية" في تايوان.

وقال وو تشيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية في بيان نُشر بعد اختتام المناورات، "نحن مستعدّون للعمل من أجل إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من الإخلاص وبكل جهودنا".

وأضاف "لكننا لن نعد أبدا بالتخلّي عن استخدام القوة ولن نعطي أدنى مساحة لأولئك الذين يناضلون من أجل استقلال تايوان"، بحسب فرانس برس.

في اليوم التالي، أعلنت وزارة دفاع تايوان رصد 153 طائرة حربية صينية حول الجزيرة، وذلك بعد أن أجرت بكين تدريبات عسكرية واسعة النطاق استمرت يوما واحدا، وأن ١١١ منها عبرت الخط الأوسط الذي يمر في مضيق تايوان ويفصل بين البرّ الرئيسي للصين والجزيرة.

وقالت الوزارة في بيان إنّها رصدت اعتبارا من الساعة الخامسة من صباح الإثنين وحتى الساعة السادسة من صباح الثلاثاء ما مجموعه 153 طائرة عسكرية صينية، مشيرة إلى أنّ هذا العدد قياسي بالنسبة ليوم واحد.

في تصاعد للتوتر، ومزيد من التباعد بين الشطرين في كوريا، فجرت بيونغ يانغ الأجزاء الشمالية من الطرق بين الكوريتين التي لم تعد قيد الاستخدام، في إطار مساعيها التي أعلنها زعيمها كيم جونغ أون لقطع العلاقات مع سول واعتبارها عدوا رئيسيا، وإنهاء جهود التوحيد.

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، في بيان، إن الجيش الكوري الجنوبي أطلق النار داخل الأجزاء الجنوبية من الحدود ردا على الانفجارات، بحسب فرانس برس.

في يناير ٢٠٢٤ طلب كيم أمام أعضاء البرلمان أن يتضمن الدستور منطقة ممارسة حكومة بلاده لسلطاتها، وكذلك حذف عبارات "الشطر الشمالي من الجمهورية"، "الاستقلالية والتوحيد السلمي والوحدة الوطنية الكبرى" من الدستور.

وفي أكتوبر ٢٠٢٤، اجتمع مجلس الشعب الأعلى، البرلمان، ليقر تعديل واستكمال أجزاء من دستور البلاد الاشتراكي، من دون الإشارة إذا ما كانت ترتبط بما طالب به كيم بداية العام أم لا.

قبل ذلك بأيام، اتهمت كوريا الشمالية الجارة الجنوبية بإطلاق مسيرات تحمل منشورات دعائية ضد النظام، لتهدد شقيقة الزعيم "كيم يو جونغ" سول بـ"كارثة رهيبة"، رغم نفي الجيش الكوري الجنوبي قيامه بذلك.

أمرت كوريا الشمالية قوّاتها عند الحدود بالاستعداد لإطلاق النار، ليعلن جيش كوريا الجنوبية استعداده الكامل للرد، بحسب فرانس برس.

وقال الناطق باسم هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية لي سيونغ-جون في مؤتمر صحافي إن "جيشنا يراقب عن كثب الوضع وهو مستعد بالكامل لاستفزازات الشمال".