محصنة نوويا.. هل كان نتنياهو في فيلا صديقه وقت"هجوم قيساريا"؟

يقيم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع في "فيلا" مملوكة لرجل الأعمال الأميركي الملياردير "سيمون فاليك" الواقعة في القدس، إضافة إلى كونها المنزل الذي يتحصن فيه "بيبي"، كما يطلق عليه الإسرائيليون، في أوقات الأزمات.

واعتاد نتنياهو وزوجته سارة الإقامة في فيلا فاليك الموجودة في حي تلبيوت في القدس، بين فترة وأخرى، وأقاما فيها في بداية الحرب بالتناوب مع مسكنهما الخاص في قيسارية، قبل أن يعودا لشقتهما الخاصة في شارع غزة بالقدس، بحسب جيروزاليم بوست في أبريل ٢٠٢٤.

رغم ذلك، فإن الصحافة الإسرائيلية كشفت أن نتنياهو قد قضى نهاية الأسبوع فيها في أعقاب الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق وقتلت القيادي في فيلق القدس محمد رضا زاهدي خوفا من انتقام طهران نظرا لأن هذه الفيلا محصنة من الصواريخ.

وفي أعقاب ذلك، وجهت منظمة داخل إسرائيل اتهامات لنتنياهو بتلقيه هدية محظورة قانونا لإقامته في فيلا من دون مقابل، بحسب تايمز أوف إسرائيل.

وفي حديث صحفي للقناة ١٢ الإسرائيلية نقلته جيروزاليم بوست نفى سيمون فاليك وجود أي تحصين "نووي" للفيلا، لكنه قال "لا يوجد مخبأ. هناك غرفة محمية في الطابق الثاني وقبو حيث يوجد مسرح منزلي".

وتابع "المنزل عبارة عن قصر، مريح للغاية للضيافة والاسترخاء، ويسهل تأمينه من الاحتجاجات والمتظاهرين. في ثانية واحدة، لا تسمع الواقع".

لكن في جانب آخر، أوضح مكتب نتنياهو أنه مكث في منزل فاليك مؤقتا حتى يتم تركيب غرفة محمية في شقته في القدس، فيما أشار فاليك إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقم فيها ولكن كان في "زيارة".

في الوقت نفسه، فإن يائير، نجل بنيامين وسارة نتنياهو يقيم في ميامي الأميركية في منزل مملوك لفاليك.

حين عاد نتنياهو إلى رئاسة الوزراء نهاية عام ٢٠٢٢، اتخذ من مسكنه الخاص في شارع غزة بالقدس مسكنا مؤقتا، ليجري أعمال تجديد في المسكن الرسمي لرؤساء وزراء إسرائيل في شارع بلفور "بيت أغيون".

ووافقت الحكومة الإسرائيلية في يوليو ٢٠٢٤، لصالح تسريع الجدول الزمني لبناء مكتب ومقر إقامة جديدين لرئيس الوزراء داخل المجمع الحكومي في القدس بتكلفة تقدر بـ٣٧ مليون شيكل (نحو١٠ ملايين دولار)، ليكون بديلا لبيت أغيون بحسب تايمز أوف إسرائيل.

رغم ذلك، فإن إجمالي ما صرفته إسرائيل في تجديد بيوت نتنياهو في قيسارية والقدس وبيت أغيون وصل 2 مليون شيكل (550 ألف دولار) عام 2023، مع استبعاد الأمن والبناء والتكاليف الرئيسية الأخرى، وفقا لتقرير هيئة البث العام كان نقلته تايمز أوف إسرائيل.

وتوزع هذا المبلغ كالآتي:

• 1.4 مليون شيكل (380 ألف دولار) لموظفي الخدمة في المقر الرسمي في القدس.
• 65 ألف شيكل (18 ألف دولار) للبستنة.
• 11 ألف شيكل (3 آلاف دولار) لأدوات المطبخ.
• 22 ألف شيكل (6 آلاف دولار) أخرى لصيانة المسبح في مقر
• 35 ألف شيكل (9600 دولار) للنثريات.

ويشير الموقع إلى أن سارة نتنياهو حاولت مرارا الحصول على تمويل لمسكن قيسارية، وفي إحدى المرات اشترت أثاثا للمسكن الرسمي في القدس، لكنها نقلته لاحقا إلى بيت قيسارية ونقلت القديم إلى القدس، بحسب تقارير مراقب الدولة.

علاوة على ذلك، فإن مصروفات الحراسة الخاصة بنتنياهو وسارة قد بلغت الآتي بحسب إدارة حرية المعلومات في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي:

• 21.5 مليون شيكل (5.9 ملايين دولار) لنفقات الأمن لابني نتنياهو البالغين، يائير وأفنير، من عام 2018 إلى عام 2023 وزعت كالآتي:
• يائير 10.2 ملايين شيكل (2.8 مليون دولار).
• أفنير 11.4 مليون شيكل (3.1 ملايين دولار).
• سارة نتنياهو 10.65 ملايين شيكل (2.9 مليون دولار) في فترة السنوات الخمس.

في المطارات المنتشرة حول العالم، حينما ترغب في شراء الشوكولاتة، ربما تدفع ثمنها إلى شركة "Duty Free Americas" المملوكة للملياردير الأميركي سيمون فاليك وعائلته، الذي يعد صديقا مقربا لعائلة نتنياهو وكذلك من أهم ممولي المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقدمت العائلة وشركتها تبرعات تقدر بما لا يقل عن 5.6 ملايين دولار لمجموعات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية على مدى العقد الماضي، وتمويل المعابد اليهودية والمدارس والخدمات الاجتماعية جنبا إلى جنب مع قضايا اليمين المتطرف التي تعتبر متطرفة حتى في إسرائيل، بحسب ما يكشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس عام ٢٠١٩.

ليس هذا فحسب، فيدعم آل فاليك المتطرفين في الضفة الغربية ومن بينهم الموالين للحاخام المتطرف مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ الموضوعة على قائمة الإرهاب الأميركية، بل دعموا الجماعات اليهودية التي تشتري سرا العقارات الفلسطينية في القدس الشرقية، وساعدت في تمويل مستوطنة غير مرخصة في الضفة الغربية.

فوق كل ذلك، يدعمون الجماعات التي تدفع نحو إنشاء الهيكل ثالث لليهود في الحرم القدسي، بحسب الوكالة.

ويرتبط سيمون فاليك بعلاقة صداقة قوية بعائلة نتنياهو، فالأمر لا يقف عند فيلا فاليك في القدس لكن أيضا في التبرعات التي تقدم لحملات بيبي الانتخابية منذ نحو عشرين عاما بحسب هآارتس.

وفي يوم اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ كان نتنياهو في الولايات المتحدة يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لكنه لم يغادر البلاد سوى بعد حضوره لعشاء أقامه سيمون على شرف صديقه المقرب، دون الوفد المرافق له، بعد ١٠ ساعات من الغارة التي قتلت زعيم الحزب، رغم إعلان مكتب "بيبي" أنه سيغادر مبكرا، ولم يعد سوى بعد ٢٤ ساعة من العملية، بحسب تايمز أوف إسرائيل.