روسيا تستضيف بريكس.. ماذا نعلم عن المجموعة؟

الاختصار "BRIC"، الذي لم يكن يشمل جنوب أفريقيا في البداية، صاغه في عام 2001 كبير الاقتصاديين في غولدمان ساكس، جيم أونيل، في ورقة بحثية سلطت الضوء على إمكانيات النمو في البرازيل وروسيا والهند والصين.

تأسست المجموعة كناد غير رسمي في عام 2009، بمبادرة من روسيا، لتوفير منصة لأعضائها لمنافسة نظام عالمي تهيمن عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون.

هذه المجموعة ليست منظمة رسمية متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة أو البنك الدولي أو منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، إذ تركز على التعاون الاقتصادي وزيادة التجارة والتنمية متعددة الأطراف.

ويجتمع رؤساء الدول الأعضاء سنويًا مع تولي كل دولة رئاسة المجموعة لمدة عام بالتناوب.

وتمثل الدول الأعضاء أكثر من 40% من سكان العالم وربع الاقتصاد العالمي، وأعربت أكثر من 40 دولة في العام 2023 عن رغبتها بالانضمام.

أكبر إنجازات المجموعة كانت مالية، إذ اتفقت الدول على تجميع 100 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي، يمكن إقراضها لبعضها البعض أثناء حالات الطوارئ، بحسب بلومبرغ.

أصبح هذا التسهيل المالي متاحا في عام 2016، وأسست المجموعة بنك التنمية الجديد، وهو مؤسسة مستوحاة من البنك الدولي، الذي وافق على قروض بقيمة 33 مليار دولار من أجل تمويل مشاريع المياه والنقل وغيرها من قطاعات البنية التحتية منذ عام 2015.

وزادت التجارة بين الأعضاء الخمسة الأوائل في المجموعة بنسبة 56% إلى 422 مليار دولار بين عامي 2017 و2022.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن طرح عملة موحدة لمجموعة بريكس خطوة سابقة لأوانها في الوقت الحالي لأنها تتطلب مستوى عاليا من التكامل بين الدول الأعضاء.

وأوضح أن دول بريكس يتعين عليها أن تتخذ خطوات تدريجية، مضيفا أن روسيا تعتزم تدعيم البنك الجديد التابع للمجموعة.

جعلت موسكو من توسيع مجموعة بريكس إحدى ركائز سياستها الخارجية.

ومن الملفات الرئيسية المطروحة على جدول أعمال القمة هذا العام، مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء نظام دفع خاص لبريكس يفترض أن يكون منافسا لنظام الشبكة المالية العالمية سويفت، إضافة إلى النزاع المتصاعد في الشرق الأوسط.

ويقول مستشار الكرملين يوري يوشاكوف "نعتقد أن بريكس هي نموذج أولي لتعددية الأقطاب، وهي بنية توحد شطري الكرة الجنوبي والشرقي على مبادئ السيادة والاحترام المتبادل".

ويضيف "ما تفعله بريكس هو بناء جسر على نحو تدريجي، خطوة تلو أخرى، نحو نظام عالمي أكثر ديمقراطية وعدلا".

ويرى بوتين أن مجموعة بريكس ستحقق معظم النمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات المقبلة بفضل الدول الأعضاء ونموها السريع نسبيا.

انضمت دولة الإمارات رسميًا إلى مجموعة "بريكس" بعد أن صادقت الدول الخمس المؤسسة على طلبها بالانضمام للمجموعة وهي، جمهورية البرازيل الاتحادية، وروسيا الاتحادية، وجمهورية الهند، وجمهورية الصين الشعبية، وجمهورية جنوب أفريقيا، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في أغسطس من العام 2023.

وتلتزم دولة الإمارات بالعمل متعدد الأطراف والحوار البناء الذي يتم تعزيزه من خلال المنصات الفاعلة التي تمثل الاقتصادات النامية والناشئة على المستوى الدولي. وفي هذا الصدد، فإن الانضمام إلى مجموعة "بريكس" يعكس حرص دولة الإمارات على التعددية في دعم السلام والتنمية لتحقيق رفاهية وازدهار الشعوب والأمم في جميع أنحاء العالم، وفق وزارة الخارجية الإماراتية.

وتعد دولة الإمارات شريكا طويل الأمد لمجموعة "بريكس"، إذ شاركت في منتدى "أصدقاء البريكس" في يونيو من العام 2023 في كيب تاون، الذي يعد جزءا من اجتماع وزراء خارجية مجموعة "بريكس"، برئاسة جمهورية جنوب أفريقيا.

كما انضمت دولة الإمارات إلى بنك التنمية الجديد لمجموعة "بريكس" في أكتوبر 2021، بعد تأسيسه في عام 2015 لحشد الموارد لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في الدول النامية والناشئة وفي دول المجموعة.

وجسد انضمام دولة الإمارات إلى مجموعة "بريكس" حجم التزامها بالعمل متعدد الأطراف، والحوار البناء في سبيل تحقيق التعددية والتشاركية في دعم التنمية والرفاهية والازدهار للشعوب والأمم في جميع أنحاء العالم.

وجاءت هذه الخطوة كنتيجة طبيعية لنهج إماراتي يمتد لعقود طويلة، قائم على بناء الشراكات مع الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية لتعزيز القدرة التنافسية لاقتصادها واستدامته واستكشاف فرص جديدة لنموه، بحسب وام.

وفيما يتعلق بالأهداف المالية والاقتصادية التي تسعى دولة الإمارات لتحقيقها من خلال الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، أوضح وكيل وزارة المالية، يونس حاجي الخوري، في 1 سبتمبر، أنها تتضمن تعزيز مسيرة التعاون الاقتصادي مع دول المجموعة، من خلال تحديد الفرص والإمكانات المتاحة لتطوير حركة التجارة، وتعزيز الاستقرار المالي وسبل التعاون بما يخدم أهداف التنمية المستدامة، لافتاً إلى أن الإمارات تتطلع من خلال انضمامها لـ "بريكس" إلى لعب دور ريادي ومحوري في تطوير المبادرات التي تطلقها المجموعة، ما يعزز مكانتها كدولة رائدة ضمن جهود التعاون الاقتصادي ومناصرة التعددية الاقتصادية.

وأكد أن دولة الإمارات تطمح من خلال عضويتها في مجموعة بريكس إلى إرساء توازن رصين بين أولويات السياسة العالمية واحتياجات دول الجنوب العالمي.