الشعاع الحديدي VS القبة.. إسرائيل تلجأ لـ"الأعجوبة الرخيصة"

الشعاع الحديدي هو "أعجوبة تكنولوجية" هكذا وصفت مجلة ذي إيكونوميست تكنولوجيا الليزر الجديدة. خبراء عسكريون قالوا للمجلة إن نظام عمل الشعاع الحديدي سيجعله محط أنظار كل مطوري الأسلحة الدفاعية في العالم، فهو أثبت فعاليته في اعتراض الطائرات المسيرة وقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى والقذائف المضادة للدبابات.

لا تريد إسرائيل لهذه التكنولوجيا أن تفعل أكثر من هذه الاعتراضات لأن القبة الحديدية ستتكفل بالبقية، وما يزيد من إصرار إسرائيل على ضرورة تسريع إنتاج هذه التكنولوجيا هو استهداف شباك غرفة نوم نتنياهو بطائرة مسيرة أطلقها حزب الله، في 19 أكتوبر الجاري.

يرصد الشعاع الحديدي "الأجسام المعادية" كأي نظام دفاعي عن طريق الرادارات، ويطلق "فوتونات ضوئية" بقوة 100 كيلوواط، والفوتونات هي جسيمات ضوئية صغيرة تشكل شعاعا من الضوء المركز الذي ينطلق نحو الهدف بسرعة الضوء.

حول فوهة إطلاق النبضات الكهربائية تتواجد العديد من المرايا التي تساعد الفوهة على تحديد زاوية الإطلاق، لكن إطلاق فوتونات ضوئية موجهة يحتاج طاقة كبيرة وينتج طاقة كبيرة من شأنها إذابة المرايا المحيطة.

لحل هذه المشكلة، يتواجد تحت المرايا نظام تبريد قوي يعمل بنظام "التناسب العكسي"، بمعنى أن قوته على التبريد تزداد كلما ارتفعت درجة حرارة المرايا، وبهذا يمنعها من الذوبان.

الشعاع الضوئي المنطلق قطره أقرب إلى قطر عملة معدنية ولأنه يحوي فوتونات ضوئية فلا يتأثر مساره بالرياح أو درجات الحرارة.

يختلف الشعاع الحديدي بخصائصه عن القبة الحديدية بنقاط عدة، أوردتها ذي إيكونوميست وإسرائيل هيوم وموقع غلوبس الاقتصادي الإسرائيلي على النحو التالي:

• يحتاج الشعاع الحديدي لأجزاء من الثانية للوصول إلى الهدف لأنه ينطلق بسرعة الضوء، فيما يحتاج صاروخ القبة الحديدية لثوان عدة للوصول.

• بعد الوصول للهدف، يحتاج الشعاع الحديدي لثوان عدة لتدمير الهدف لأنه سيظل يسلط الشعاع الضوئي على الهدف لزيادة حرارته حتى الانفجار، وهذا يستغرق وقتا، أما صاروخ القبة الحديدية فإنه يدمر الهدف في أجزاء من الثانية بعد الوصول إليه.

• "التكلفة الإجمالية" لتدمير هدف واحد من الشعاع الحديدي تبلغ 1000 دولار، حسب ما قال اللواء الإسرائيلي المتقاعد، يتسحاق بن إسرائيل، والذي شارك في تطوير هذه التكنولوجيا، لموقع غلوبس الإسرائيلي المتخصص في الاقتصاد. على الجهة المقابلة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إن هذا النظام سيكلف دولارين فقط لتدمير الهدف الواحد، بحسب رويترز. بينما صاروخ القبة الحديدية يكلف إسرائيل نحو 50 ألف دولار.

• الشعاع الحديدي غير فعال ضد الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، بحسب غلوبس، لأنها تملك غلاف حماية حراري سيستغرق شعاع الليزر دقائق عدة لاختراقه، ما يعني نجاح الصاروخ الباليستي في الوصول إلى هدفه. القبة الحديدية فعالة أمام الصواريخ الباليتسية إذا نجحت برصدها لأنها تحدث انفجارا.

• الشعاع الحديدي هو أول نظام دفاعي يصد أجساما طائرة بالليزر، بينما تمتلك دول عدة أنظمة دفاع شبيهة بالقبة الحديدية.

في 2019 نظم أهالي قطاع غزة مسيرات قرب الحدود مع إسرائيل أطلق عليها اسم "مسيرات العودة"، تضمنت هذه المسيرات إطلاق بالونات حارقة تطير من حدود قطاع غزة إلى الأراضي الزراعية في جنوب إسرائيل وتحرقها.

استمرت هذه المسيرات لأكثر من سنة في بداية 2020 أعلنت إسرائيل عن نظام ليزر يحرق هذه البالونات وهي في الجو لمنع وصولها إلى الأرض.

أوكلت مهمة تشغيل هذا النظام الفعال ضد البالونات فقط، للشرطة الإسرائيلية، وبحسب وكالة أسوشيتد برس فإن هذا النظام أثبت فعاليته بنسبة 90٪ ضد البالونات التي أطلقت من قطاع غزة.