من مختبر الكيمياء لأمانة حزب الله.. ماذا نعرف عن نعيم قاسم؟

من بيروت بدأت رحلة نعيم قاسم المولود عام ١٩٥٣، ومنها بدأ دراسة متوازية بين الحوزات الدينية وبين كلية العلوم قسم الكيمياء إذ تخرج في الجامعة اللبنانية عام ١٩٧٧. نال دراسات عليا في الكيمياء، تابع قاسم دراسات دينية وتتلمذ على يد كبار علماء الشيعة في لبنان.

عمل مدرسا لمادة الكيمياء لسنوات. ويروي أحد طلابه لفرانس برس، أن قاسم كان مدرّس الكيمياء باللغة الفرنسية في ثانوية حمانا شرق بيروت، مشيرا إلى أنّه كان هادئ الطباع إجمالا.

ومع بداية حركة أمل، شارك قاسم في الاجتماعات التأسيسية التي حضرها مع مؤسسها موسى الصدر، ليتدرج في مناصبها السياسية إذ تولى مهمة نائب المسؤول الثقافي المركزي، ثم مسؤول العقيدة والثقافة بحسب موقعه الرسمي.

ويشير الموقع إلى أنه استمر في إلقاء دروس دينية في الحوزات وتأسيس جمعية لتعليم الدين في المدارس، واستمر في رئاستها حتى مطلع التسعينيات.

نعيم الذي تتحدّر عائلته من بلدة كفرفيلا في جنوب لبنان، يتقن اللغتين الإنكليزية والفرنسية.

عقب اندلاع الثورة في إيران، استقال قاسم من حركة أمل ليشارك في لجان شكلت إلى جانب الفرع اللبناني من "حزب الدعوة" مع منشقين من الحركة ليتأسس حزب الله عام ١٩٨٢، ليكون أحد مؤسسيه وأحد أعضاء الشورى به.

تدرج نعيم في المناصب داخل حزب الله حتى وصل لنائب الأمين العام لحزب الله في عهد عباس موسوي، ليستمر في المنصب نفسه في عهد حسن نصرالله، مع رئاسة مجلس العمل النيابي والحكومي للحزب، ليكون العقل السياسي للحزب السياسي في الداخل.

بعد بداية الحرب في أكتوبر ٢٠٢٣، خرج قاسم ليشير إلى أن حزب الله لن يتأثر بالدعوات التي تطالبه بالبقاء محايدا في حرب إسرائيل وحماس، قائلا إن الحزب "مستعد تماما" للمساهمة في القتال، بحسب رويترز.

بعد ٩ شهور من هذا التصريح، في يوليو ٢٠٢٤، خرج قاسم ليقول إن "احتمالات توسعة الحرب غير متوافرة في المدى القريب، ولكن "حزب الله" على استعداد لأسوأ الاحتمالات".

ورأى قاسم حينها أن الانتصار ينقسم إلى نوعين، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام:

• انتصار غير مباشر: بمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها ومنع توسّعها واحتلال المزيد من المناطق.

• انتصار مباشر: القدرة على الصمود وتحرير الأرض وزيادة قوة الردع وحماية الداخل اللبناني من أيّ عملية عسكرية إسرائيلية، مشيرا إلى أن إسرائيل تحت الردع منذ حرب ٢٠٠٦ و٢٠٢٣.

في 7 أكتوبر 2024 قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية بغارات عنيفة، وقتها قالت مصادر لبنانية وإسرائيلية إن المستهدف في هذه الغارات هو نعيم قاسم، لكن تعيين الحزب له اليوم كأمين عام له يثبت أنه ما زال على قيد الحياة