سياسة
.
تعيش إسرائيل على وقع فضيحة أمنية، بطلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تورّط في تعيين أشخاص بمكتبه سربوا معلومات حساسة.
بحسب القناة 13 الإسرائيلية فإن السلطات الإسرائيلية اعتقلت بعض المشتبه بهم في إطار "قضية خطيرة" و"فضيحة أمنية تهز مكتب نتنياهو"، بحسب وصفها، للاشتباه في تسريب معلومات حساسة والإضرار بتحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة.
وقالت صحيفة هآرتس إن متحدثا باسم مكتب رئيس الوزراء يتعامل مع قضايا أمنية حساسة، على الرغم من عدم حصوله على الموافقة الأمنية.
ويحقق في القضية جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" والشرطة والجيش.
بحسب هآرتس، فإنه في سبتمبر الماضي، استند تقريران إعلاميان أجنبيان، أحدهما في صحيفة بيلد الألمانية والآخر في صحيفة كرونيكل اللندنية، إلى تسريبات من وثائق لحماس تم تصنيفها على أنها "داخلية وسرية للغاية". وكان كلا التقريرين متوافقا مع وثائق استشهد بها نتنياهو في اجتماع للحكومة.
نشرت صحيفة بيلد وثيقة "لم تكن معروفة حتى الآن، من جهاز الاستخبارات العسكرية لحماس" بحسب هآرتس، تقول إن استراتيجية حماس هي زرع الانقسام في إسرائيل. وقال التقرير إن الوثيقة تم أخذها من جهاز كمبيوتر من المفترض أنه كان ملكا لزعيم حماس آنذاك يحيى السنوار.
وحقق الجيش الإسرائيلي حينها في التقرير، وقال إن "الوثيقة قديمة، وقد كتبت كتوصية من قبل رتب متوسطة في حماس وليس من قبل السنوار"، وقال أيضا إن تسريب الوثيقة "يشكل جريمة خطيرة، وسيجري التحقيق فيها من قبل المسؤولين المختصين".
وبحسب تقرير صحيفة بيلد، فإن الوثيقة "تظهر كيف تريد حماس التلاعب بالمجتمع الدولي، وتعذيب عائلات الرهائن وإعادة تسليح أنفسهم". كما قالت إن الوثيقة تظهر "أنهم (حماس) لا يهتمون بإنهاء الحرب بسرعة أو بمعاناة المدنيين الفلسطينيين". كما استشهدت القصة بأمر وارد في الوثيقة لممارسة الضغط النفسي على عائلات الرهائن.
من جهته دعا نتنياهو إلى رفع حظر النشر الذي كان مفروضا على هذه القضية، قبل أن يصدر مكتبه بيانا، الجمعة، أكد فيه "أن التعتيم المستمر يهدف إلى تشويه مكتبه".
وتابع البيان: "في حين أن مكتب رئيس الوزراء لم يسرب أي معلومات، فإنه كانت هناك بالفعل عشرات التسريبات التي نُشرت في وسائل الإعلام في إسرائيل والخارج، كشفت تفاصيل عن مفاوضات عودة المختطفين، من اجتماعات سرية في مجلس الوزراء وغيرها دون أن يحاسب أحد".
بحسب القناة 13 فإن المعارضة تشير بإصبع الاتهام بشأن التسريبات إلى نتنياهو، وتحذر من محاولته التنصل من المسؤولية.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: "نتنياهو يحاول بالفعل، كالعادة، أن ينأى بنفسه عن القضية ويلقي بالمسؤولية على الآخرين، لكن الحقائق عكس ذلك؛ فهو مسؤول شخصيا عن كل ورقة، أو كلمة أو معلومة تخرج من مكتبه".
وتابع لابيد: "لدينا أعداء أقوياء في الخارج، لكن الخطر القادم من داخل البيت وفي مراكز صنع القرار الأكثر حساسية يهز أسس ثقة الإسرائيليين في إدارة الحرب، وفي التعامل مع القضايا الأمنية الأكثر حساسية".
من جهته قال رئيس حزب معسكر الدولة وعضو الكنيست، بيني غانتس، على إكس: "دون الخوض في تفاصيل القضية قيد التحقيق المتعلقة بأنشطة مكتب رئيس الوزراء، من المهم تأكيد شيء واحد، هو أن رئيس الوزراء يتحمل مسؤولية ما يحدث في مكتبه؛ سواء الجيد أو السيئ".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة