لتجنب الجدار المعارض.. انتخابات أخرى لحماية رئيس أميركا

قالت كورين فريمان المسؤولة بمنظمة "فيوتشر كواليشن" الأميركية التي تشجع وتحث الشباب على المشاركة في النشاط السياسي: "الانتخابات البرلمانية لا تقل أهمية عن نظيرتها الرئاسية".

وأشارت فريمان إلى أن "الكونغرس هو من يحدد ويقر القوانين التي تكون مؤثرة بشكل مباشر على حياة الناس"، مدللة على أهمية المشاركة في الانتخابات التشريعية والاهتمام بنتائجها مثل الانتخابات الرئاسية تماما.

وقالت فريمان إن الكونغرس يحدد مصير قطاعات أساسية مثل الصحة والتربية والبيئة، مضيفة: "الكونغرس يُحدد الوجهة، وفي غالب الأحيان يكون لها مفعول أكبر من القرارات الرئاسية".

ويقع الكونغرس الأميركي في واشنطن ويتألق من مجلسين، الأول مجلس النواب الذي سيتم تجديد مقاعده بالكامل وعددها ٤٣٥، ومجلس الشيوخ الذي يُتنافس فقط على ٣٤ من مقاعده الـ١٠٠ في الانتخابات.

وبعيدا عن الدور التشريعي، يحظى الكونغرس بمجلسيه بدور مهم في السياسة الخارجية والدفاع والرسوم الجمركية، بالإضافة إلى المساعدات الدولية.

ويمارس الكونغرس الرقابة والإشراف على السلطتين التنفيذية والتشريعية في الولايات المتحدة، ما يجعل الفوز بأغلبية مجلسيه هدفا ضخما للأحزاب السياسية.

وتشهد الانتخابات التشريعية منافسة محتدمة وفوارق طفيفة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث تفتح كل الاحتمالات، وتصبح كل النتائج متوقعة، خاصة فيما يتعلق بمجلس النواب.

الكونغرس سبق له منع الجمهوري دونالد ترامب عندما كان رئيسا من وضع حد لنظام الرعاية الصحية الذي أرساه الديمقراطي الذي سبقه في البيت الأبيض باراك أوباما.

نظام "أوباما كير" ظل قائما رغما عن رئيس الولايات المتحدة وقتها ترامب، ما يشير إلى أهمية دور الكونغرس، الذي رفض كذلك طلبا للاقتطاع من ميزانية وزارة الخارجية.

وفي ظل حالة التعادل القريبة بين الحزبين في مجلس النواب، يُتوقع ان يحظى مجلس الشيوخ بأفضلية ضئيلة جدا للجمهوريين في انتخابات الثلاثاء المقبل.

ويمتلك الديمقراطيون حاليا غالبية من مقعد واحد فقط في مجلس الشيوخ، لكنها في مهمة صعبة للدفاع عن ثلثي المقاعد الـ٣٤ المطروح للتجديد، من بينها في ولايات صوتت بالفعل لترامب في انتخابات ٢٠١٦ و٢٠٢٠ لترامب، وهي فيرجينيا الغربية ومونتانا وأوهايو.

فوز الجمهورين بهذه المقاعد سيضمن لهم السيطرة على مجلس الشيوخ إن احتفظوا بمقاعدهم الحالية، لدن الديمقراطيون ما زال لديهم أمل ضئيل في انتزاع مقعد في فلوريدا وآخر في تكساس للحفاظ على الأغلبية الطفيفة.

ويعول الديمقراطيون في فلوريدا، ثالث أكبر الولايات الأميركية من حيث التعداد السكاني، على تعبئة ناخبيهم المرتقبة للمشاركة في استفتاء حول الإجهاض تجريه الولاية بالتزامن مع الانتخابات.

تُعد انتخابات مجلس النواب بمثابة مؤثر موثوق أكثر من انتخابات مجلس الشيوخ على حال الرأي العام الأميركي، حيث يتحدد المجلس كل سنتين بالكامل، بينما يحظى مجلس الشيوخ بنفس الوجوه لمدة ٦ سنوات.

الديمقراطيون يريدون الفوز بالبيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب، واستغلال حالة التفوق النسبي لهم في الفترة الحالية، لكن هذا السيناريو يُعد في غاية الصعوبة.

وتفوق الديمقراطيون على الجمهوريين في جمع التمويلات في انتخابات مجلس النواب، الأمر الذي يمنحهم فرصة لانتزاع الغالبية من الجمهورين الذين يشغلون حاليا ٢٢٠ مقعدا.

الحملة الديمقراطية تركز على أن المجلس الحالي يشهد شجارات ومشاحنات دائمة، حتى داخل صفوف الجمهوريين أنفسهم، الأمر الذي يجعله أقل فاعلية في تاريخ البلاد.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس كريستشن، كيث غادي، إن "الواقع يقول إن كل شيء يمكن أن يحدث في هذه الانتخابات، لكننا لن نعرف حقا قبل انتهاء التصويت والطعون القانونية، لأن هذه ستكون نهاية الانتخابات".