"عاصمة القتال" في شمال غزة.. لماذا جباليا؟

يقول مصدر مقرب من حماس لبلينكس إن جباليا مثلت منذ بداية الحرب نقطة تجمع لمجمل كتائب الشمال خصوصا بيت لاهيا وبيت حانون، خصوصا أن المنطقتين تعرضتا لتدمير كبير وفقدت تلك الكتائب قيادتها هناك".

وتتبع جباليا للواء الشمال الذي يضم "كتيبة بيت حانون، وكتيبة بيت لاهيا وكتيبة الخلفاء في مخيم جباليا وكتيبة عماد عقل وجباليا البلد".

لأربع مرات متتالية يقتل قائد كتيبة بيت حانون منذ بداية الحرب، كذلك الحال مع قائد كتيبة جباليا التي تولى قيادتها 6 أشخاص قتلوا جميعا خلال الحرب، وفق المصدر.

عمليا بات لواء الشمال مقسم إلى "زمر" تعمل منفردة في حال غياب الاتصالات بالكتيبة وهذا الحال مشابه تماما لما حدث مع كتيبة الشجاعية، التي انحاز جزء منها لجباليا والجزء الآخر لحي الرضوان.

يؤكد المصدر، أن جباليا تعتبر قلب مناطق شمال القطاع بالنسبة لحماس، فهناك شبكة معقدة من الأنفاق التي لا يزال بعضها بحالة جيدة، كما أنها تمثل مخزن ذخيرة لم يتضرر نسبيا بقدر باقي المناطق.

يعد شمال القطاع طوال السنين الماضية منطقة انطلاق الصواريخ نحو المدن الإسرائيلية كما ضم أبرز قادة القسام التاريخيين مثل عماد عقل وأحمد الجعبري.

يختم المصدر، أن حماس حاولت الحفاظ على جباليا كمعقل أخير يمد مقاتلي بيت لاهيا وبيت حانون وخط عودة لهم، لذا فإن المعركة هناك قد تطول ولن يتكرر سيناريو خان يونس الذي انسحب خلاله مقاتلي حماس إلى رفح.

في 20 من أكتوبر ذكرت كتائب القسام أن عناصرها فجروا "عبوة تلفزيونية للأفراد، في مجموعة قيادة للجيش الإسرائيلي".

بحسب بيانات حماس فقد كانت المجموعة راجلة وتتكون من 12 ضابطا، أوقعهم الانفجار بين قتيل وجريح، في منطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا شمال القطاع.

بعد ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل العميد إحسان دقسة قائد اللواء 401، وإصابة آخرين بجراح خطيرة منهم قائد كتيبة بانفجار غرب جباليا شمالي القطاع.

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن رئيس بلدية دالية الكرمل، أن العقيد إحسان دقسة، قُتل في حادثة صعبة في جباليا بقطاع غزة، وهو أحد المشاركين البارزين في معارك غزة.

يمثل قائد اللواء الإسرائيلي القتيل أعلى رتبة عسكرية بالجيش الإسرائيلي ممن حملوا رتبة عقيد، وقتلوا منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

من بين المصابين في العملية غاي نزاري" العقيد قائد الكتيبة 52 الذي يرقد في العناية الفائقة بين الحياة والموت.

فتح مقتل العقيد دقسة الباب أمام العديد من التساؤلات حول جدوى الحرب طالما أن المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي يعود لها مقاتلو حماس.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن مقتل قائد اللواء 401، في مخيم جباليا، يعني أن حماس ما زالت تمتلك قوة كبيرة في حرب العصابات، تكفي لتوريط الجيش الإسرائيلي في حرب بطيئة وطاحنة وغير قابلة للربح حتى الآن.

وكان الهجوم المفاجئ، شاهدا على قدرة حماس، على مواصلة القتال عاما كاملا ومن المرجح أن تتمكن من ذلك، حتى بعد مقتل زعيمها يحيى السنوار، وفق الصحيفة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن مقاتلي حماس يتوارون عن الأنظار في المباني المدمرة، وشبكة الأنفاق الضخمة تحت الأرض، والتي لا يزال الكثير منها سليما، على الرغم من محاولات إسرائيل لتدميرها.

يظهر المقاتلون لفترة وجيزة في وحدات صغيرة لتفخيخ المباني، ووضع القنابل على جانب الطريق، وإلصاق الألغام بالمركبات المدرعة الإسرائيلية أو إطلاق قذائف صاروخية على القوات الإسرائيلية قبل محاولة العودة تحت الأرض.

في حين لا تستطيع حماس هزيمة إسرائيل في معركة أمامية، فإن نهجها الصغير النطاق والسريع في الكر والفر سمح لها بمواصلة إلحاق الأذى بالجيش وتجنب الهزيمة، حتى لو فقدت حماس، وفقا لإحصاءات إسرائيلية غير مؤكدة، أكثر من 17 ألف مقاتل منذ بداية الحرب، وفقا لنيويورك تايمز.