سياسة
.
انهار الائتلاف الحاكم في ألمانيا الأربعاء بعد أن أقال المستشار أولاف شولتس وزير المالية ومهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة، مما أثار فوضى سياسية في أكبر اقتصاد في أوروبا بعد ساعات من فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية.
وبعد إقالة وزير المالية كريستيان ليندنر المنتمي للحزب الديمقراطي الحر، من المتوقع أن يرأس شولتس حكومة أقلية مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر، ثاني أكبر حزب.
ويأتي انهيار الائتلاف الثلاثي الذي يتزعمه شولتس في ختام مشاحنات على مدى شهور بشأن سياسة الميزانية وتوجه ألمانيا الاقتصادي، مع انخفاض شعبية الحكومة وصعود القوى المتطرفة من تياري اليمين واليسار.
وقال شولتس للصحفيين "نحن بحاجة إلى حكومة قادرة على العمل، ولديها القوة لاتخاذ القرارات اللازمة لبلدنا".
وأضاف أنه أقال ليندنر بسبب توجهه في مناقشات تشريع الميزانية، واتهم الوزير بتقديم الحزب على الوطن وبعرقلة التشريع على أسس زائفة.
تأتي هذه الخطوة غداة انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، مع سعي أوروبا جاهدة لتشكيل جبهة موحدة بشأن قضايا تتراوح من الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المحتملة إلى حرب روسيا في أوكرانيا ومستقبل حلف شمال الأطلسي.
وتأتي أزمة الحكومة في منعطف حرج بالنسبة لألمانيا، في ظل تعثر الاقتصاد وتقادم البنية التحتية وعدم جاهزية الجيش.
وقد يؤجج التغيير السياسي الإحباط المتزايد تجاه الأحزاب الرئيسية في ألمانيا لصالح الحركات الشعبوية الأحدث، بما في ذلك حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة.
ومع مواجهة فرنسا أيضا حالة من عدم اليقين السياسي بعد الانتخابات المبكرة هذا العام، فإن الاضطرابات في أكبر اقتصادين في الاتحاد الأوروبي قد تعيق الجهود الرامية إلى تعميق تكامل التكتل في وقت يواجه فيه تحديات من الشرق والغرب.
وكان الائتلاف الحاكم على خلاف بشأن أفضل السبل لإنقاذ أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي يواجه انكماشا للعام الثاني وأزمة في نموذجه الاقتصادي بعد انتهاء زمن الغاز الرخيص من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في عام 2022 وفي ظل المنافسة المتزايدة من الصين.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة