حزب الله يصوّب على الجيش اللبناني

يقول الخبير العسكري عبد الرحمن شحيتلي لبلينكس إن الجيش اللبناني ليس متخاذلا كما أنه لا يتهاون مع أي حادثة تحصل خصوصا إن كانت اعتداء على لبنان، ويقول "اتهام الجيش غير مقبول، فالجيش لا يوفر أي جهد متاح له لتأدية واجبه في الدفاع عن لبنان وبالتالي فإن أي تشكيك هو أمر مرفوض".

شحيتلي قال إنّ مسألة التصدي لعملية مثل إنزال البترون تحتاج إلى معلومات ومعرفة مُسبقة بها، موضحا أنه لو كان لدى الجيش اللبناني أي معلومات بشأنها لتحرك وتصدى لها مهما كان الثمن.

وأضاف "ما حصل هو أن الجيش الإسرائيلي يمارس عملية تعمية على الرادارات خلال تنفيذ مثل هذه العمليات الاستخباراتية، وهناك فرضية لا يمكن نسفها وترتبط بإمكانية أن تكون عملية الإنزال قد حصلت من خلال البوارج الحربية الإسرائيلية الموجودة في عرض البحر قبالة لبنان، منذ توسيع تل أبيب لهجماتها ضد لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي".

يلفت شحيتلي إلى أن إسرائيل لديها وسائل وأدوات تقنية تجعل من هذه العملية مموهة، وبالتالي لا يمكن كشفها من قبل الجيش اللبناني بسهولة، وأضاف "لهذا السبب لا يمكن اتهام المؤسسة العسكرية بأنها على علم بهذه العملية وتتكتّم عليها، فهذا الأمر غير صحيح بتاتا".

في المقابل، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي هشام جابر لبلينكس إن كلام قاسم بحق الجيش لا يستهدف التجريح، مشيرا إلى أن ما أعلنه أمين عام حزب الله يندرج في إطار التساؤلات التي وجهها سائر الشعب اللبناني بعد حادثة البترون، إذ طُرح كلام عن دور الجيش في حماية الحدود البحرية.

جابر لفت إلى أن عملية البترون لم تستغرق أكثر من 10 دقائق لتنفيذها وأضاف "الجيش اللبناني ليس منتشرا على جميع الشواطئ، وهناك حقيقة يجب عدم الهروب منها، وهي أن الأخير ليس قادرا على حماية الحدود البحرية".

بشكل مستمر ودائم ومن أجل إنهاء الحرب القائمة في لبنان، تطالب السلطات اللبنانية بتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006 والذي أنهى الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله آنذاك.

أساس هذا القرار هو أن يكون الجيش اللبناني هو المنتشر في جنوب لبنان عند الحدود مع إسرائيل، لكن الإشارة التي أطلقها قاسم عن "عجز الجيش"، تطرح تساؤلات عن مدى التزام حزب الله بتطبيق الـ1701 الذي يعطي الجيش اللبناني حرية العمل في الجنوب، إلا أن هذا الأمر لا يروق للتنظيم باعتبار أن لديه بنية تحتية هناك خاصة به.

يقول رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد لبلينكس إن حزب الله لم يلتزم بمضمون الـ1701 في السابق، والدليل على ذلك هو أنه لم ينسحب من الحدود، ولم تكن هناك حصرية للسلاح بيد الدولة بل بيد التنظيم.

سعيد قال إن حزب الله يحاول دائما تكريس سيطرته والالتفاف على الـ1701 لإضعاف الجيش ومكانته ونسف دوره الأساسي في تطبيق هذا القرار لحماية لبنان، وبالتالي فإن هذا المنطق مليشياوي ولا يمكن القبول به، وفق سعيد.

من ناحيته، يقول الخبير العسكري هشام جابر إنه ليس لدى الجيش قدرة على حماية الحدود البرية مع إسرائيل، ويتابع "أي حديث مناقض لهذا الأمر ليس منطقيا، فالجيش ليس لديه أسلحة استراتيجية، كما أنه لا يحظى بوسائط دفاع جوي، وبإمكان إسرائيل عبر طائراتها تدمير جميع ثكنات الجيش في غضون أيام".

جابر اعتبر أن انتشار الجيش عند الحدود مع إسرائيل من دون قوات "اليونيفيل" يمثل انتحارا علنيا، مشيرا إلى أن التكامل بين الجهتين، يساعد على تنفيذ المهمات هناك.

الرسالة التي أطلقها قاسم باتجاه الجيش كانت علنية، في حين يرى سعيد أن هناك قنوات اتصال بين الحزب والمؤسسة العسكرية لا يمكن نفيها، وسأل "إن كان هناك تواصل وهو معروف، فلماذا لم يوجه الحزب ملاحظاته عن حادثة البترون تحت الإعلام وفي الكواليس؟".

وتابع قائلا: "في القراءة السياسية، فإن حزب الله يهدف من وراء الرسالة العلنية إلى المس بوحدة الجيش، كما أنه يساهم من خلال كلامه بزعزعة استقرار المؤسسة العسكرية التي تضمّ ضباطا من الطائفة الشيعية التي يمثلها حزب الله".

وأكمل "على كل عاقلٍ في لبنان أن ينصح قاسم بألا يتلاعب بتماسك الجيش، علما بأن حزب الله هو الذي خطف قرار السلم والحرب في لبنان، ولا يستطيع أن يلوم الجيش أبدا على أي شيء يحصل إذ إن الأخير لم يبدأ الحرب التي افتعلها حزب الله".

بدوره، يقول الخبير العسكري عبد الرحمن شحيتلي إن الجيش هو الوحيد الذي يتمتع في لبنان بشرعية داخلية ودولية، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية وقفت في وجه إسرائيل وواجهتها وهناك حوادث عديدة تشهد على ذلك، وأضاف "لهذا السبب، فإن القرار والعقيدة لدى الجيش يرتبطان بمواجهة إسرائيل وهذا الأمر ممنوع التشكيك به على الإطلاق".