سياسة
.
مع اتهام فرنسا لإسرائيل بالإضرار بالعلاقات الثنائية بين البلدين بسبب دخول قوات أمن إسرائيلية موقعا دينيا خاضعًا للإدارة الفرنسية في القدس واحتجاز اثنين من المسؤولين الفرنسيين، ظهر تساؤل عن سبب امتلاك فرنسا لمواقع في القدس تتبع لها دوليا وإداريا.
فإذا كانت فرنسا تملك أماكن دينية في القدس، فهل هناك دول أخرى تحكم أملاكا في المدينة المقدسة؟ وكيف تتأثر علاقة إسرائيل بهذه الدول؟
عدة دول تملك أبنية، أغلبها دينية في القدس، وهناك دول لها وصاية معترف بها دوليا على بعض الأماكن، فيما تطالب دول أخرى بما تعتبره حقا لها في القدس في حين لا تعترف إسرائيل بذلك، ومن هذه الدول:
تمتلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية 23 وثيقة تُثبت ملكيتها لدير السلطان الأثري الموجود في البلدة القديمة في القدس منذ عام 1680 ميلاديا.
يمثل الأنبا أنطونيوس مصر في هذا الدير، وفي 2018 تنازع الإثيوبيون مع المصريين في القدس على ملكية هذا الدير، حتى وصل الأمر للعراك بالأيدي مما دفع بطريركية الأقباط إلى إصدار بيان لتنظيم وقفة احتجاجية على اعتداء الإثيوبيين في 24 أكتوبر 2018.
تمتلك الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية جزءا كبيرا من الأراضي في القدس وبلدتها القديمة. وتدير الكنيسة هذه الممتلكات وتؤجرها لعدد من المستأجرين، بما في ذلك المؤسسات الإسرائيلية والشركات.
تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية نفسها ثاني أكبر مالك للأراضي في القدس، بعد الحكومة الإسرائيلية. وتقول إنها تمتلك نحو 30% من البلدة القديمة. وتسيطر على أكبر حصة لطائفة مسيحية في كنيسة القيامة، بحسب NBR، التي تقول إن السنوات الأخيرة شهدت بيع العديد من العقارات من قبل قادة الكنيسة إلى الإسرائيليين.
تمتلك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عدة مواقع بارزة في القدس، بما في ذلك كنيسة القديسة مريم المجدلية في جبل الزيتون والمجمع الروسي، وهو مجمع كبير يتضمن كنائس وديرا ومباني تاريخية بالقرب من مركز المدينة. استعادتها روسيا بعد مفاوضات مع إسرائيل.
لكن كنيسة القديس ألكسندر نيفسكي في البلدة القديمة جلبت التوترات بين إسرائيل وروسيا. بحسب هآرتس، في يناير 2023، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية اعتبار هذه الكنيسة من ممتلكات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المسجلة باسم الحكومة الروسية. وتركت الأمر لنتنياهو ليقرر ما إذا كان بوتين سيحصل على رغبته.
تمتلك فرنسا عدة ممتلكات مرتبطة بالمؤسسات الكاثوليكية، مثل كنيسة سانت آن في البلدة القديمة، ومركز نوتردام في القدس قرب البوابة الجديدة، ودير أبو غوش، بحسب صحيفة لوموند الفرنسية. وتتحكم فرنسا دبلوماسيا في هذه المواقع، التي تخدم غالبا أغراضا دينية وسياحية.
وكان مجمع كنيسة باتي نستر المملوك لفرنسا والواقع في جبل الزيتون، هو نقطة الخلاف الأخيرة بين فرنسا وإسرائيل، بحسب رويترز.
من خلال الفاتيكان، تتحكم إيطاليا فيما يسمى "حراسة الأراضي المقدسة"، وهي الهيئة المسؤولة عن إدارة العديد من المواقع الكاثوليكية المقدسة في القدس وفلسطين. تشمل ممتلكات الحراسة مواقع هامة مثل كنيسة القيامة وكنيسة العشاء الأخير. وتُدار هذه المواقع من قبل الرهبانية الفرنسيسكانية تحت إشراف الفاتيكان.
تدير الكنيسة الإنغليكانية في القدس، من خلال أبرشية القدس الأسقفية، العديد من المواقع مثل كاتدرائية سانت جورج ومرافقها التي تشمل مستشفى ومدرسة ومكاتب الأبرشية، وتعتبر هذه الكاتدرائية مقدسة بالنسبة للإنغليكانيين الذين يقدر عددهم بـ80 مليون نسمة في العالم، بحسب صحيفة التلغراف.
تملك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية ديرا صغيرا وكنيسة على سطح كنيسة القيامة. والإثيوبيون في صراع مع الكنيسة المصرية على ملكية "دير السلطان" لكن إسرائيل تقول إن "الدير مصري، وإثيوبيا تمتلك كنيسة على سطح الدير الموجود في حي السلطان الذي تملكه مصر" بحسب هآرتس.
تقول الصحيفة إن إثيوبيون مسؤولون عن الأماكن التي تملكها إثيوبيا باعوا ممتلكات لإسرائيل في 2013.
يعيش في القدس 2000 أرمني لهم حي خاص بهم اسمه "حي الأرمن" وتمتلك الكنيسة الأرمينية الرسولية بطريركية الأرمن في القدس وحي الأرمن الذي تقع فيه وتحتفظ بالاستقلالية في إدارة ممتلكاتها، التي تشمل كنائس ومدارس ومناطق سكنية للمجتمع الأرمني، حسب تقرير لـ BBC.
تدير الكنيسة البروتستانتية الألمانية عدة مواقع تاريخية في القدس، أهمها كنيسة المخلص في البلدة القديمة. وتدير الحكومة الألمانية هذه الممتلكات مع السلطات المحلية الإسرائيلية، بحسب تقرير لجيروزاليم بوست.
في 1924 تشكلت لجنة من القيادات السياسية والمجتمعية الفلسطينية ومنحت عبد الله الأول الذي كان أميرا وقتها الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس. وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأردنية، فإن الوصاية الهاشمية استمرت منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا.
يقوم الأردن على تجديد وصيانة المسجد الأقصى وكل المقدسات الإسلامية في القدس، وهو الجهة المخولة بالتصرف بإدارة هذه الممتلكات، وتقر إسرائيل بذلك.
تقول تركيا إنها تملك الكثير في القدس وخصوصا البلدة القديمة. وتستند في ذلك إلى أيام الدولة العثمانية حيث بنى سليمان الأول المعروف باسم "سليمان القانوني" سور البلدة القديمة. وبحسب وكالة الأناضول التركية لا تعترف إسرائيل بملكية تركيا لأي عقار أو بناء أو مسجد أو كنيسة في القدس.
لكن تركيا تحاول عبر الجمعيات الأهلية التابعة لها الحفاظ على الإرث العثماني في المدينة من خلال جمعية تراثنا، التي تأسست عام 2008، وتقول: "أنقذنا 70 منزلاً و46 مسجداً من الدمار".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة