ضم الضفة الغربية.. التنفيذ "مع ترامب" والخطة "منذ النكسة"

خطة ضم الضفة الغربية ستجعلها تحت الحكم العسكري الإسرائيلي بالكامل، أو ما يعرف بـ"الإدارة المدنية"، وإسرائيل تتحكم بالخروج والدخول لمدن الضفة الغربية منذ 1967، وحتى بعد مجيء السلطة تبسط إسرائيل سيطرتها الكاملة على مناطق ج البالغة حوالي 61٪ من أراضي الضفة، بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني.

منذ سنوات يدعو وزير المالية اليميني المتطرف سموتريتش لضم الضفة الغربية بشكل كامل. ومنذ وصوله إلى السلطة في أواخر عام 2022، استخدم نفوذه السياسي لإعادة تشكيل الوضع في الضفة الغربية باتجاه ضمها تدريجيا حسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال. ترى الصحيفة أن سموتريتش يسعى لتقويض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.

هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى فصل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية عن القدس الشرقية، مما يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة. ومنذ توليه منصبا في الحكومة سعى سموتريتش إلى زيادة عدد المستوطنات في الضفة ففي يونيو 2024، وافقت الحكومة الإسرائيلية على بناء خمس مستوطنات جديدة في الضفة الغربية بناء على طلب سموتريتش.

هذه الخطوات ترى فيها وول ستريت جورنال أن سموتريتش يهدف إلى تغيير "الحمض النووي للنظام" في الضفة الغربية، بحسب ما ذكر في تسجيل مسرب له في يونيو 2024، وتفاصيل خطة الضم ذكرها الوزير في التسجيل.

التسجيل المسرب لسموتريتش أعلن فيه أن الهدف الرئيسي من الخطة هو منع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من دولة فلسطينية، بحسب نيويورك تايمز التي استمعت للتسجيل.

لتحقيق ذلك رسم الوزير خطته بعناية، حيث يسعى لإخراج السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي من حكم الضفة الغربية، وسيسعى لتسليمها إلى المدنيين العاملين لديه وهم مستوطنون متطرفون بأغلبهم. وهذا ما تم بالفعل بشكل تدريجي على مدى السنتين الماضيتين، بحسب نيويورك تايمز.

سموتريش قال في التسجيل: "لصرف النظر عن التدقيق الدولي، سمحت الحكومة لوزارة الدفاع بالبقاء منخرطة في العملية، بحيث يبدو أن الجيش لا يزال في قلب حكم الضفة الغربية، إذ سيكون من الأسهل قبول ذلك في السياق الدولي والقانوني، حتى لا نتهم بضم الضفة".

الوزير اليميني المتطرف أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وافق على تفاصيل الخطة. وأعلن نتنياهو أن تطبيقها سيتم مع عودة ترامب للبيت الأبيض.

علامات الضم التدريجي تبدو واضحة منذ سنوات، وتنتظر إسرائيل ساعة الصفر، فما هي هذه العلامات؟

• سلم الجيش الإسرائيلي بالفعل في هدوء صلاحيات قانونية كبيرة في الضفة الغربية المحتلة لموظفي الخدمة المدنية المؤيدين للمستوطنين العاملين لدى الوزير اليميني المتطرف، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

• في أبريل الماضي، عين سموتريتش حليفه، هيليل روث، نائبا في الإدارة المدنية مسؤولا عن تطبيق أنظمة البناء في المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

• خصصت الحكومة الإسرائيلية ميزانية قدرها 960 مليون دولار لتحسين البنية التحتية للطرق التي يستخدمها المستوطنون في الضفة الغربية.

• في 2024 وحدها، سيطرت إسرائيل على 24 ألفا و200 دونما جديدا من أراضي الضفة الغربية وهو رقم لم يُسجل منذ ثلاثة عقود.

• في 2020، فُتح أكثر من ,ألف و200 ملفّ تحقيق في سرقة المستوطنين لأراضي فلسطينيين في الضفة الغربية، وتمّ تقديم لائحة اتّهام فقط في 100 منها وإذا انتهت محاكمة كهذه بإدانة المستوطن فتُلقى عليه عقوبة رمزيّة فقط. أي أن 91% من ملفّات التحقيق أغلقت دون تقديم لائحة اتّهام، بحسب منظمة بتسليم.

• تشير بيانات مركز الإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد المستوطنين في الضفة والقدس بلغ 745 ألفا و467 مستوطنا حتى عام 2020 ، النسبة الأكبر منهم يتواجدون في القدس وعددهم 336 ألفا و272 مستوطنا، وهو ما يزيد من تهويد القدس، بحسب المركز.