الناتو وإيطاليا وماسك.. منصة الوزير "تهدد سيادة أوروبا"

يواجه إيلون ماسك، الملياردير الأميركي ورئيس شركتي تسلا وموقع إكس، وابلا من الانتقادات الدولية في الآونة الأخيرة بعد سلسلة من التدخلات المثيرة للجدل في شؤون دولية حساسة، ما جعل بعض القادة العالميين يطالبونه بالكف عن التدخل في شؤون بلدانهم السيادية.

الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا

أبرز هذه الانتقادات جاءت من الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، الذي طلب من ماسك التوقف عن التدخل في السياسة الإيطالية بعد أن طالب الأخير عبر منصة إكس بإقالة قضاة في روما عارضوا خطط الحكومة الإيطالية الجديدة لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال ترحيل طالبي اللجوء إلى ألبانيا، وفقا لما نقلته شبكة سي إن إن.

هذه الدعوة من ماسك أثارت استياءً واسعًا في الأوساط الإيطالية، خصوصًا وأنه صديق لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. وقال ماتاريلا، الذي يحضى باحترام شعبي، وفقا للاستطلاعات: "إيطاليا دولة ديمقراطية عظيمة وتعرف كيف تدير شؤونها... وعلى أي شخص، خاصة إذا كان سيشغل منصبًا حكوميًا مهمًا في دولة صديقة وحليفة، أن يحترم سيادتها ولا يسمح لنفسه بإصدار التعليمات لها".

ورغم أن ماسك أصدر بيانًا عبر ممثله الإيطالي أعرب فيه عن "احترامه" لإيطاليا ودستورها، إلا أنه أكد على استمراره في التعبير بحرية عن آرائه، مشيرًا إلى أنه تحدث في مكالمة "ودية" مع رئيسة الوزراء ميلوني حول الموضوع وأبدى أمله في أن تتعزز العلاقات بين إيطاليا والولايات المتحدة.

الأدميرال الهولندي روب باور

إلى جانب الجدل في إيطاليا، واجه إيلون ماسك انتقادات جديدة من مسؤول كبير بحلف شمال الأطلسي بشأن دوره وتأثيره على منصات التواصل الاجتماعي، حسب ما ورد على فرنس بريس.

ففي تصريح لافت، أعرب الأدميرال الهولندي روب باور، رئيس اللجنة العسكرية للناتو، عن مخاوفه من إدارة ماسك لمنصة إكس وتأثيرها المحتمل على التضليل الإعلامي والأمن السيبراني. وأوضح باور خلال مؤتمر لمعهد الدراسات الاستراتيجية أنه يدعم حرية التعبير لكنه غير مقتنع بأن ما يفعله ماسك هو "النهج الصحيح"، محذرًا من دور المنصات الاجتماعية في تضخيم الرسائل التي تنشرها حسابات الروبوتات المدعومة بالبرامج.

رد ماسك على هذه التصريحات بسخرية، وكتب على منصة "إكس" قائلًا "لنعد أورويل إلى الخيال"، في إشارة إلى رواية جورج أورويل الشهيرة "1984" التي تتناول الشمولية والمراقبة. وأضاف أن البعض، مثل باور، "يعتقدون أن هذه الرواية دليل تعليمي" للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.

يأتي هذا الجدل فيما يستعد ماسك للاضطلاع بدور حكومي في الولايات المتحدة بعد تعيينه من قبل الرئيس المنتخب دونالد ترامب كرئيس مشارك لوزارة "الكفاءة الحكومية"، في خطوة تهدف إلى تقليل الهدر الحكومي.