هيسغيت وزير دفاع ترامب يخطط للحرب.. انتقادات وإقالات

ولد هيغسيت عام 1980 بولاية مينيسوتا ونشأ في بيئة محافظة، وتخرج في جامعة برنستون في عام 2003 قبل أن ينضم إلى الحرس الوطني ويصبح ضابطاً. تابع دراسته في جامعة هارفارد وحصل على درجة الماجستير عام 2013 في السياسة العامة من كلية كينيدي. هو الآن أبٌ لـ7 أطفال، ويعيش مع عائلته في تينيسي.

بدأ مشواره الإعلامي كمتعاون مع قناة فوكس نيوز عام 2014، إذ تمت ترقيته بعد 3 سنوات إلى منصب مذيع دائم في البرنامج الصباحي "فوكس أند فريندز ويكند". استطاع من خلال هذا البرنامج بناء قاعدة جماهيرية كبيرة، حتى آخر يوم له في القناة، الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 قبل الانتقال للترشح للمنصب الجديد.

شارك هيغسيت في جولات عسكرية بالعراق وأفغانستان، كما قاد فرقة للحرس الوطني في غوانتانامو.

ورغم خروجه من الخدمة عام 2021 بدعوى التمييز السياسي والديني، فإنه استمر في نشاطه بدعم قضايا العسكريين والمحاربين القدامى. كما كان المدير التنفيذي لمجموعة "المحاربين القدامى المهتمين بأميركا"، ليصبح صوته مؤثراً في الدفاع عن قضايا المحاربين.

لكن هذا التأثير لم يكن خالياً من الجدل، فقد وجه انتقادات لاذعة لسياسات تنوع الجنسين داخل الجيش الأميركي، خاصة فيما يتعلق بتوظيف النساء في أدوار قتالية، حيث اعتبر أن تلك الخطوة، التي نفذت خلال إدارة أوباما، قد تخفض من فعالية القوات القتالية وتزيد من تعقيدات المعارك.

عبّر هيغسيت في إحدى مقابلاته عن قلقه قائلاً: "كل ما يخص الرجال والنساء في الخدمة القتالية يجعل الأمور أكثر تعقيداً، والتعقيد في القتال يعني مزيداً من الضحايا".

يعتبر هيغسيت، الذي ينتمي إلى التيار المشكك في حلف الناتو، أن الحلفاء الأوروبيين أصبحوا ضعفاء وغير ملتزمين بأعبائهم الدفاعية. وقد أشار إلى أن "أميركا كانت على مدار قرن كامل رقم الطوارئ لأوروبا"، متهماً الدول الأوروبية بالفشل في تحمل مسؤولياتها، حسب ما ذكرته رويترز.

هذا الموقف الصارم يثير قلق العديد من المسؤولين في الناتو حول كيفية تعامل هيغسيت مع التحالفات الدولية، لا سيما في ظل تصاعد التوترات مع قوى كبرى كالصين وروسيا. لم يخف هيغسيت في حواراته مخاوفه بشأن التوسع الصيني، حيث وصف الصين بأنها "تبني جيشاً مخصصاً لهزيمة الولايات المتحدة".

وفي أحد برامج البودكاست، عبّر عن رأيه قائلاً: "الصين تسعى للهيمنة على العالم، ونحن نعيش في غفلة".

إضافة إلى مواقفه المتشددة تجاه الصين، دعا هيغسيت إلى إقالة كل الجنرالات الذين دعموا برامج التنوع والشمول، وصرح قائلاً: "يجب طرد كل من كان جزءاً من برامج العدالة الاجتماعية". كما طالب بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب" وفرض حظر لمدة 10 سنوات على الجنرالات الذين يرغبون في العمل كمقاولين بعد تقاعدهم.

هيغسيت لم يكن فقط ناقداً للسياسات، بل كان له دور فعّال في قضايا أثارت اهتمام الرأي العام. فقد ساهم في إقناع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالعفو عن جنود أميركيين اتُهموا بارتكاب جرائم حرب.

ومن خلال تدخلاته، حصل العديد من الجنود المتهمين بقتل مدنيين أفغان على عفو رئاسي، ما أثار جدلاً واسعاً حول دور السياسة في التدخل في القضاء العسكري، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.

وبينما يحتفل بعض الجمهوريين باختيار هيغسيت، معتبرين أنه الرجل المناسب لإحداث التغيير، ينتقده آخرون بشدة.

النائب مايك والتز، الضابط السابق في الحرس الوطني، هنأه على "شجاعته" و"إرادته القوية" لإجراء إصلاحات ضرورية في البنتاغون.

من جهة أخرى، عبّرت السيناتور إليزابيث وارين عن رفضها التام لهذا الاختيار، ووصفت هيغسيت بأنه "غير مؤهل" لإدارة مؤسسة الدفاع التي يكلف إدارتها 900 مليار دولار أميركي.

وأضافت أنه "يجب رفض وزير الدفاع هذا" لأن قلة تجربته تضع الأميركيين في موضع غير آمن.