سياسة
.
فريق يشكله الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تتضح ملامحه يوما بعد يوم، يجمعهم الولاء والقرب من العائد إلى البيت الأبيض في ٢٠ يناير ٢٠٢٥، لكن هؤلاء المرشحين أصبحوا محل جدل وانتقاد حتى بين من انتخبوه من المسلمين الذين أيدوه رفضا لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، أو بين أعضاء حزبه الذين انتقدوا بشدة ترشيح مات غايتس وزيرا للعدل.
وعلى المستوى الدولي يرشح ترامب في فريقه مجموعة من "الصقور" المعروفين بالانتقادات العنيفة للصين والتشكيك في جدوى المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، فيما يعتبر بعضهم "حمائم" إن لم يكونوا أكثر من ذلك في تقاربهم مع إسرائيل. فكيف تزعج تعيينات ترامب الجميع ما عدا إسرائيل؟
أعرب المسلمون الذين انتخبوا ترامب، عن خيبة أملهم من اختيارات الرئيس المنتخب لبعض الوزارات، بعدما اختاروه احتجاجا على دعم إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربها على قطاع غزة وهجماتها على لبنان.
المستثمر رابيول تشودري من فيلادلفيا قاد حملة "تخلوا عن هاريس" في بنسلفانيا، وشارك في تأسيس منظمة "مسلمون من أجل ترامب"، قال لبلينكس إن المنظمة أرسلت عدة خطابات لحملة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لحثه على سحب ترشيح ماركو روبيو، لمنصب وزير الخارجية.
وحذر تشودري من أن المشكلة مع روبيو لا تتمثل في كونه مؤيد بشكل صارخ لإسرائيل فحسب، قائلا: "المشكلة تكمن في أن روبيو غير مخلص فعلا لترامب ومعادٍ للجميع".
وقال تشودري إن هناك مرشحين آخريين مثل ريتشارد غرينو، الذي انخرط بشكل كبير مع المسلمين والمجتمع العربي في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكنسن، وهو يؤمن بأميركا أولاً، ومخلص لترامب، وخبير في الدبلوماسية الدولية، وكان سيكون أفضل من ماركو روبيو.
وقال ريكسينالدو نازاركو، المدير التنفيذي لشبكة إشراك المسلمين الأميركيين وتمكينهم "آمين"، لرويترز إن الناخبين المسلمين كانوا يأملون في أن يختار ترامب مسؤولين في الحكومة ممن يعملون من أجل السلام، إلا أنه لا توجد أي مؤشرات على ذلك.
وأضاف "نشعر بخيبة أمل كبيرة... يبدو أن هذه الإدارة ممتلئة بالكامل بالمحافظين الجدد والأشخاص المؤيدين بشدة لإسرائيل والمؤيدين للحرب، وهو ما يمثل خذلانا من جانب الرئيس ترامب لحركة مؤيدي السلام ومناهضي الحرب".
وذكر نازاركو أن الجالية ستواصل الضغط لجعل صوتها مسموعا بعد حشد الأصوات لمساعدة ترامب على الفوز. وتابع "على الأقل نحن على الخريطة".
وقال حسن عبد السلام، الأستاذ السابق في جامعة مينيسوتا والمؤسس المشارك لحملة "تخلوا عن هاريس" إن خطط ترامب بشأن إدارته ليست مفاجئة، لكن تبين أنها أكثر تطرفا مما كان يخشاه. وكانت حملة "تخلوا عن هاريس" أيدت مرشحة حزب الخضر جيل ستاين.
وأضاف "يتبع فيما يبدو نهجا بالغ التأييد للصهيونية... كنا دائما متشككين للغاية... بوضوح، ما زلنا ننتظر لرؤية إلى أين ستتوجه الإدارة، لكن يبدو أن مجتمعنا تعرض للخداع".
كان اختيار مات غايتس وزيرا للعدل واحدة من أكثر القرارات انتقادا حتى بين أعضاء الكونغرس المنتمين للحزب الجمهوري، لتكون لهم عددا من التصريحات أبرزها الآتي بحسب ما جمعته الغارديان:
"لا أعتقد أن هذا ترشيح جاد لمنصب المدعي العام. نحن بحاجة إلى مدعي عام جاد. وأنا أتطلع إلى الفرصة للنظر في شخص جاد لهذا المنصب. هذا الترشيح لم يكن في قائمتي." NBC
"غايتس لديه فرصة أفضل لتناول العشاء مع الملكة إليزابيث الثانية من أن يتم تأكيده في مجلس الشيوخ". أكسيوس
"اختيار متهور" ولديه "فرصة صفرية" للحصول على التأكيد. بوليتيكو
غايتس "يجب أن يكون أسوأ ترشيح لمنصب وزاري في تاريخ أميركا".
"غايتس ليس فقط غير كفؤ تمامًا لهذا المنصب، بل إنه يفتقر إلى الشخصية. إنه شخص ذو طابع غير أخلاقي." NBC News NOW
إلى جانب غايتس، اختار ترامب المحامي تود بلانش، الذي قاد الفريق القانوني الذي دافع في محاكمته الجنائية، ليكون مساعدا لوزير العدل، كما رشح محاميين آخرين في فريقه القانوني لمنصبين رفيعي المستوى في الوزارة.
كما رشح دي. جون ساور، الذي دافع بنجاح عنه خلال قضية حصانته الرئاسية أمام المحكمة العليا الأميركية، ليكون المحامي العام، ممثلا لإدارته أمام المحكمة العليا، بحسب أسوشيتد برس.
في الأيام التالية لفوزه في الانتخابات الرئاسية رشح ترامب السيناتور ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، ومايك والتز مستشارا للأمن القومي، وجون راتكليف رئيسا للمخابرات المركزية الأميركية (CIA)، ليكتمل تشكيل فريق من الصقور ضد الصين، إذ أنهم كلهم من أشد المنتقدين لبكين.
فروبيو تفرض عليه الصين عقوبات تمنعه من السفر إليها، أما والتز فقد دعا إلى مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في بكين عام 2022 بحسب شبكة إي بي سي نيوز، ويدعم جون راتكليف رواية انتشار كوفيد-١٩ من مختبر في الصين في مقال له على موقع مركز أميركا أولا للسياسات، في أغسطس 2021.
أما أوكرانيا، فعشية الانتخابات كتب والتز مقالة لصحيفة الإيكونومست يشكك فيها في جدوى المساعدات المقدمة لكييف في حربها ضد روسيا قال فيها "إن دعم أوكرانيا في حرب استنزاف ضد قوة أكبر هو وصفة للفشل"، وأن على الإدارة القادمة "إنهاء الحرب ووقف القتل"، مشيرا إلى أن ذخائر واشنطن تساعد أوكرانيا بدلا من "ردع الصين" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وفي جانب آخر، اختار ترامب تالسي غابارد، المعروفة بمواقفها المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية التي تتولى التنسيق بين مجتمع الاستخبارات الأميركي.
وتضامنت غابارد، المنشقة عن الحزب الديمقراطي، مع ما أسمته "مخاوف روسيا المشروعة" إزاء توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) المحتمل بضم أوكرانيا بحسب رويترز.
لكن في جانب آخر، فالأكثر سعادة بالتعيينات الأخيرة هم الإسرائيليون، إذ أن ماركو روبيو معروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، وقد ظهر في مقطع فيديو في وقت سابق من هذا العام يقول فيه إنه لن يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنه يعتقد أن إسرائيل يجب أن تقضي على "كل عنصر" من عناصر حركة حماس، وأضاف "هؤلاء الناس حيوانات شرسة".
كما رشح ترامب مايك هاكابي، حاكم أركنساس السابق، ليكون السفير الأميركي القادم لدى إسرائيل. وهاكابي من المحافظين المؤيدين بشدة لإسرائيل ولاحتلال إسرائيل للضفة الغربية، ووصف حل الدولتين في فلسطين بأنه "غير قابل للتنفيذ"، بحسب فرانس برس.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة