"جيل Z" اليهودي ينقلب على إسرائيل

أظهر استطلاع الرأي، الذي أجرته مؤسسة "موزاييك يونايتد"، بالتعاون مع وزارة شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلية، أن اليهود المراهقين في أميركا يسيرون في اتجاه معاكس تماما.

وجاءت نتائج الاستطلاع لتكشف عن تعاطف 37% من اليهود المراهقين في أميركا مع حركة حماس التي تتعرض لضغط عسكري كبير في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023.

وجاء الاستطلاع ليفجر تباعدا صارخا بين المراهقين اليهود في أميركا، واليهود بمختلف أعمارهم في كل أنحاء العالم، إذ سجل نسبة 7% فقط منهم التعاطف مع حماس.

ووفقا للنتائج، يعتقد 42% من اليهود الصغار في الولايات المتحدة أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، وهي التهمة نفسها التي صدرت بسببها قرارات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، من المحكمة الجنائية الدولية.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن أسباب التفاوت في نتائج الاستطلاعات لليهود الذين يعيشون في أميركا، ونظرائهم داخل إسرائيل، تعود إلى الاختلافات في الثقافة والتعليم وكذلك المجتمع.

نتائج الاستطلاعات المزعجة للحكومة الإسرائيلية دفعتها إلى التحرك، وقال وزير شؤون الشتات، عميشاي شيكلي، إن تعزيز الروابط بين اليهود في الخارج وإسرائيل بات أمرا ضروريا.

وأضاف عميشاي: "يجب أن تُسد الفجوة، الآن وأكثر من أي وقت مضى، علينا أن نستمر في تثقيف ودعم الشباب اليهودي على مستوى العالم".

وطالبت آلانا إيبين، مديرة برنامج "موازييك للمراهقين"، بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة، لتجنب ابتعاد اليهود الشباب في أميركا والعالم عن سياسات الدولة الإسرائيلية.

وقالت آلانا: "المراهقون الذين لديهم خلفيات يهودية أكثر ثراء، لديهم القدرة على الصمود في مواجهة المشاعر المعادية لإسرائيل، بدلا من التأثر بالمعلومات المضللة".

وأكدت إيبين أن أسباب عزوف الشباب اليهود في الولايات المتحدة عن دعم إسرائيل، وانتقادها علنا، تعود إلى عدم وصول "المعلومات الصحيحة" لهم من الحكومة والإعلام الرسمي الإسرائيلي.

ويُسلط برنامج "موازييك للمراهقين"، التابع لمؤسسة "موازييك يونايتد" بقيادة إيبين، الضوء على الدور الحاسم للبرامج والتجارب اليهودية حول العالم وذات المغزى بالنسبة إلى المجتمع الإسرائيلي.

أشار استطلاع إسرائيلي آخر إلى أن "جيل زد" من اليهود، الذين حصلوا على تعليم في مدارس يهودية، يظهرون دعما أكبر لإسرائيل، من أولئك الذين يعيشون في مجتمعات عادية بالخارج.

ونشرت جميعة تقريرا أكدت خلاله أن نسبة 94% من المراهقين اليهود الشباب ذوي الخلفيات التعليمية اليهودية القوية في إسرائيل، يشعرون بالارتباط العاطفي ببلادهم.

وكشفت نتائج الاستطلاع عن نسبة 6% من أولئك اليهود الشباب الذين خضعوا لبرامج تعليمية يهودية، يتعاطفون مع حركة حماس في حربها مع إسرائيل، مقارنة بنسبة 65% من الذين لا يدرسون في المدارس اليهودية، ولا يخوضون تجارب المعسكرات اليهودية في إسرائيل.

أشار استطلاع إسرائيلي آخر إلى أن "جيل زد" من اليهود، الذين حصلوا على تعليم في مدارس يهودية، يظهرون دعما أكبر لإسرائيل، من أولئك الذين يعيشون في مجتمعات عادية بالخارج.

ومن بين أولئك اليهود المتدينين الذين يظهرون دعما لإسرائيل في الولايات المتحدة، خاصة في دالاس، يحرص الشباب والكبار على شراء الأسلحة، والتحرك بها دائما في أي مكان لمواجهة أي تهديد محتمل.

ونشرت وكالة أخبار اليهود، أن امتلاك اليهود الأميركيين للأسلحة، حتى في أثناء ذهابهم إلى الكنيس، يأتي في ظل تصاعد حملة "معاداة السامية" عالميا، بعد حرب السابع من أكتوبر 2023.

وقالت إيفيلن بنلولو، البالغة 14 عاما، التي انتقلت إلى ولاية تكساس، من لوس أنجلوس، إن عائلتها لم تفكر في امتلاك الأسلحة قبل 7 أكتوبر، لكن بعد الحرب حرص والدها على شراء أسلحة نارية والتدرب عليها.

وأشارت المراهقة اليهودية إلى تخطيطها لامتلاك سلاح ناري يوما ما، مثل والدها، مؤكدة أن "ذلك يأتي لمواجهة معاداة السامية المتزايدة في الولايات المتحدة"؛ على حد وصفها.