"حر ومُسلّح".. هكذا قايض نتنياهو في هدنة لبنان

أبرز الفوائد التي جناها نتنياهو من هذه الهدنة هو تعزيز حصانته القانونية على الساحة الدولية، بحسب ما تقول تايمز أوف إسرائيل.

فعلى الرغم من اتهامات المحكمة الجنائية الدولية له ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بارتكاب جرائم حرب، فإن وزارة الخارجية الفرنسية أكدت أن نتنياهو يتمتع بحصانة قانونية بصفته رئيس حكومة، مما يمنع اعتقاله في فرنسا أو أي دولة أخرى ليست طرفًا في المحكمة.

هذا التأكيد القانوني يمنح نتنياهو حماية دبلوماسية، ويجنب إسرائيل تداعيات قانونية قد تهدد علاقاتها الدولية. كما أن هذه الحصانة جاءت كجزء من التفاهمات الضمنية المرتبطة بالهدنة، ما يعكس قدرة نتنياهو على تأمين مصالحه الشخصية بالتوازي مع تحقيق مكاسب إسرائيلية، وفق الصحيفة.

في تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست، ورد أن قواعد الحصانة التي تتحدث عنها فرنسا بخصوص نتنياهو "تنطبق على الدول التي ليست طرفا في المحكمة الجنائية الدولية" وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية.

على الرغم من الأحاديث الإسرائيلية عن تهديدات أميركية بوقف توريد الأسلحة إذا استمرت الحرب مع حزب الله، نفت الإدارة الأميركية بشدة وجود أي ضغوط من هذا النوع، بحسب مسؤولين أميركيين تحدثوا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.

ومع ذلك، فإن الاتفاق يضمن استمرار تدفق الأسلحة والمساعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل دون تعقيدات إضافية، بحسب الصحيفة.

إسرائيل كانت تشعر بالقلق إزاء ما وصفته بـ"تباطؤ بيروقراطي في شحنات الأسلحة، لكنها تدرك أن العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن تظل أولوية للإدارة الأميركية حتى مع التوترات".

مسؤولون إسرائيليون قالوا إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، فإن واشنطن كانت سترفض استخدام حق الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تطالب بوقف إطلاق النار في كل من لبنان وقطاع غزة، في إشارة إلى أن قبول إسرائيل بالهدنة جاء بضغط أميركي.

لكن، بعد ظهر الثلاثاء 26 نوفمبر عقد مسؤولون أميركيون إفادة للصحافيين الإسرائيليين لنفي هذه الادعاءات. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنه لم يكن هناك في أي مرحلة تهديد أميركي بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن لصالح إسرائيل في سياق المفاوضات بشأن اتفاق في الشمال.

وقف إطلاق النار مع حزب الله يسمح لإسرائيل بإعادة توجيه جهودها نحو جبهة غزة. بالنسبة لنتنياهو، يشكل هذا الاتفاق فرصة لإظهار قدرته على إدارة أزمات متعددة، وتحقيق نتائج في صراعات معقدة.

هذا ما أكده نتنياهو بأن الاتفاق يمنح الجيش الإسرائيلي الفرصة لتعزيز استعداداته، وإعادة التموضع لمواجهة تهديدات أخرى، خاصة من حركة حماس في غزة، وإيران، حسب ما قالت صحيفة بوليتيكو.

في أول تصريح له بعد موافقة الكابينيت الإسرائيلي على الهدنة، قال نتنياهو إن جيشه "حقق نصرا على حزب الله ودمر قدراته بشكل كبير". وهذا ما أكده بايدن صبيحة دخول الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، بأن نتنياهو حقق ما يريد على جبهة الشمال، ومن وجهة نظره فإن نتنياهو يثبت أنه يريد حلا دبلوماسيا.