سياسة

حشد تركي عند كوباني.. "حرب جديدة" تدق أبواب أكراد سوريا

نشر

وقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ليتحدثا عن سوريا، ليؤكد الأول أنه لا مكان للتنظيمات الإرهابية في المنطقة، مشيرا على وجه التحديد داعش والجماعات المسلحة الكردية وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني.

قبل هذا بيوم واحد كانت إلهام أحمد، المسؤولة في الإدارة المدنية للأكراد السوريين قد كتبت رسالتها إلى الرئيس المنتخب في الولايات المتحدة، دونالد ترامب، لتقول إن حشودا تركية على الحدود لا سيما قرب مدينة عين العرب كوباني، ليصبح مصير الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية على المحك لا سيما بعد سقوط نظام بشار الأسد وصعود فصائل مسلحة مدعوم بعضها من أنقرة رغم رسائل الإدارة الكردية الإيجابية برفع علم الاستقلال.. فهل أصبح مصير الأكراد في خطر؟

اعرف أكثر

بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بدأت تركيا في حشد قوات على الحدود تشمل مقاتلي الفصائل المسلحة التابعة لها وقوات أخرى رسمية ومدفعية بأعداد كبيرة تركزت بالقرب من مدينة كوباني، التي يهيمن عليها الأكراد في سوريا، والواقعة على الحدود الشمالية مع تركيا، ما قد يشير إلى عملية عسكرية وشيكة بحسب ما قال مسؤول أميركي لصحيفة وول ستريت جورنال.

تشبه هذه التحركات تلك التي سبقت هجوم تركيا على مناطق شمال شرق سوريا في عام ٢٠١٩ في عملية أسمتها أنقرة "نبع السلام" دخلت فيها بريا مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بدعوى مواجهة حزب العمال الكردستاني وانتهت باتفاق مع روسيا.

وجود الأكراد في شمال شرق سوريا أصبح الآن أكثر هشاشة إذ أن تركيا ستكون لها أكبر سلطة في الأحداث المقبلة في سوريا، بحسب ما يشير الخبير في الشأن السوري والدبلوماسي الأميركي السابق في حديثه لنيويورك تايمز.

ولذلك فإن دور أميركا سيكون حاسما ليكون هناك لوقف إطلاق النار أو اتفاق سلام بين الأتراك والأكراد يمكن للطرفين الاتفاق عليه بحسب ما تقول ناتاشا هول، الخبيرة في الشأن السوري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن للصحيفة الأميركية.

ربما هذا هو دفع إلهام أحمد، المسؤولة في الإدارة المدنية للأكراد السوريين، في كتابة رسالة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تدعوه فيها للضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعدم إرسال القوات عبر الحدود، لتقول لترامب "هدف تركيا هو إقامة السيطرة الفعلية على أرضنا قبل أن تتسلموا منصبكم، مما يجبركم على التعامل معهم كحكام لأراضينا. إذا مضت تركيا في غزوها، ستكون العواقب كارثية".

هذه الرسالة، أتت بالتوازي مع تصريح ترامب بأن ما حدث هو "استيلاء غير ودي" نفذته تركيا حليفة الولايات المتحدة.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين حول النزاع في سوريا في مقر إقامته في فلوريدا "أعتقد أن تركيا ذكية للغاية... لقد قامت تركيا بعملية استيلاء غير ودية، من دون خسارة الكثير من الأرواح، بحسب فرانس برس.

خلال مؤتمر صحافي في الرقة، دعت الإدارة الكردية بلسان رئيس المجلس التنفيذي للادارة الذاتية حسين عثمان إلى "وقف العمليات العسكرية في كامل الأراضي السورية للبدء بحوار وطني شامل وبنَّاء"، في وقت شنت فيه فصائل مسلحة موالية لأنقرة هجوما على قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها المقاتلون الأكراد.

الإدارة الذاتية الكردية دعت إلى "عقد اجتماع طارئ يشارك فيه القوى السياسية السورية في دمشق لتوحيد الرؤى بشأن المرحلة الانتقالية" مؤكدة فيه "أنَّ الثروات والموارد الاقتصادية يجب أن يتم توزيعها بشكل عادل بين كل المناطق السورية، باعتبارها ملكاً لجميع أبناء الشعب السوري".

قبل هذه الدعوة بأيام، كان علم "الاستقلال السوري" قد رفع على مؤسسات ومقار الإدارة الذاتية الكردية الخميس قرارها رفع علم الاستقلال السوري، الذي رفعه السوريون منذ خروجهم في تظاهرات سلمية مناهضة لدمشق في العام 2011، على جميع مقراتها ومؤسساتها، لتقول إن "علم الاستقلال بألوانه الثلاثة: الأخضر والأبيض والأسود مع النجمات الحمراء الثلاث يعد كرمز للمرحلة الجديدة" في بادرة جديدة لحسن النية.

لكن رغم هذه المبادرات فإن مصير السلطات الكردية في سوريا "ما زال غير مؤكد"، على وقع "ديناميات تتغير بسرعة في الميدان"، بحسب ما يشير الخبير في الشأن الكردي موتلو جيفير، في حدثه لفرانس برس.

منذ سقوط النظام، يواجه الأكراد في سوريا ضغوطا من الفصائل المدعومة من تركيا ومنها ما يعرف بـ"الجيش الوطني السوري" الذي دخل مؤخرا إلى الأراضي التي تسيطر عليها القوات الكردية، وعلى رأسها مدينة منبج الاستراتيجية بعد معارك عنيفة.

وفشلت جهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة من أجل تأمين وقف إطلاق النار في المناطق الكردية بشمال سوريا، في ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤، وفقا لما ذكرته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن، محملة أنقرة المسؤولية، وأضافت أن تركيا لم تأخذ المفاوضات على محمل الجد.

الدخول التركي والمعارك الدائرة زاد التساؤلات إذا ما كان حلم الإدارة اللامركزية في كردستان قد انتهى، وهو ما أجاب عليه الأكاديمي السوري المقيم في القامشلي، فريد سعدون في تصريح سابق لبلينكس أن "الدستور الجديد قد يتضمن لا مركزية إدارية"، ويوضح أن "هذه اللامركزية ستعطي بعض الصلاحيات للمناطق، وبالتالي يمكن أن تكون مناطق الإدارة الذاتية ذات إدارة محلية".

وفي المقابل يضيف سعدون أن "مسألة أن تبقى قسد كقوات عسكرية، وكذلك الأمر بالنسبة للفصائل المسلحة قد يكون في المرحلة المقبلة من الماضي".

ويعتقد أن قرارا قد يصدر ينص على نزع السلاح، "لكي تتحول سوريا إلى دولة مدنية"، ومن أجل "تجنب السيناريو الليبي".

حمل التطبيق

ملفات تعريف الارتباط الشروط والأحكام سياسة الخصوصية تواصل معنا

حشد تركي عند كوباني.. "حرب جديدة" تدق أبواب أكراد سوريا

اعرف أكثر

مبادرات كردية.. ومصير غير مؤكد

معارك وهدنة فاشلة