سياسة

الإثيوبية نعيمة.. مهاجرة تفجّر انتهاكات المهاجرين في ليبيا

نشر
blinx
 & 
في صباح يوم 6 يناير 2025، تلقّت أسرة الشابة الإثيوبية نعيمة جمال، رسالة جديدة من عصابة للاتجار بالبشر، كانت قد اختطفتها بعد وصولها إلى ليبيا بأيام، في أثناء محاولتها العبور إلى أوروبا. جلست الأسرة أمام شاشة الهاتف في صمت يملؤه القلق والذهول، مترقّبةً مصير ابنتها.
عندما فتحت الأسرة الرسالة، وجدت مرفقين: صورة ومقطع فيديو. كانت الصورة كافية لتجمّد أنفاسهم، إذ ظهرت فيها نعيمة، البالغة من العمر 20 عاما، جاثيةً على ركبتَيْها، وجسدها مكبّل بحبل أزرق، ويديها مقيَّدتان خلف ظهرها، وفمها مكمّم بقطعة قماش بني، تمنعها مِن الكلام. خلفها، ظهر عشرات الرجال والنساء يجلسون على الأرض في وضعيات انحناء، يثنون ركبهم أمام صدورهم، متّكئين برؤوسهم المنحنية على أذرعهم.
أما محتوى الفيديو فقد كان أشد قسوة، إذ ظهرت نعيمة معلّقة اليدين، تُضرَب بعنف، وتُلقَى عليها المياه بشكل متكرّر، في محاولةٍ لتنفيذ أسلوب التعذيب بالإيهام بالغرق.
على مدار الأشهر الـ7 التي مرت منذ اختطافها، استمر المختطفون في مطالبة أسرتها بفدية مالية لإطلاق سراحها، ومع مرور الوقت، تصاعدت قيمة الفدية تدريجيا لتبلغ 6 آلاف يورو.
قصة نعيمة ما هي إلا فصل من مأساة أكبر تعصف بالمهاجرين في ليبيا، التي أصبحت محورا مركزيا لاستغلال المهاجرين من دول أفريقيا، الساعين للوصول إلى أوروبا عبر طرق غير شرعية، ليجدوا أنفسهم في مواجهة شبكة واسعة من الانتهاكات والاستغلال.
في هذا الشأن، نقلت منظمة ميديتيرانيا عن الناشط ديفيد يامبيو، أحد الناجين من عصابات الاتجار بالبشر، قوله: "هذه هي حقيقة ليبيا اليوم. المزادات تعيدنا إلى زمن يُختزل فيه الإنسان إلى مجرد قوة ذراعيه، أو منحنيات جسده، أو سنوات عمره المحتملة. ليست هذه فوضى أو غياب قانون؛ هذه آلة تطحن الأجساد السوداء وتُحوِّلها إلى غبار".

اعرف أكثر

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة