يقول الخبير العسكريّ اللبناني جورج نادر لبلينكس إن حزب الله هو من حرّض الناس على الدخول إلى القرى الأحد، مشيرا إلى أن هذه الحركة لم تكن عفوية، بل تم التحضير لها مُسبقا، وسأل "ما النتيجة مما حصل غير أن هناك ضحايا وجرحى سقطوا؟ هل انسحب الإسرائيلي من جنوب لبنان؟".
يعتبر نادر أنّ حزب الله وضع الناس بمواجهة الجيش الذي حاول حمايتهم عبر منعهم من الدخول إلى القرى التي تحتلها إسرائيل، مشيرا إلى أن مواكبة الجيش للأهالي كانت حتمية لأن الأخير لا يترك أبناء أرضه في وجه إسرائيل.
كذلك، وجد نادر أن حزب الله أراد استدراج الجيش إلى معركة مع الجانب الإسرائيلي، علما أن الأول هو من وافق على بقاء إسرائيل في جنوب لبنان مدة 60 يوما بحكم اتفاق وقف إطلاق النار، وتابع "ما يجري خطير جدا والحزب يريد توريط الجيش وإظهار أنه غير قادر على حماية الناس والجنوب، وتاليا خدمة السردية الإسرائيلية التي تتحدث في الإطار نفسه".
من ناحيته، يقول المحلل السياسي يوسف دياب لبلينكس إن حزب الله يورّط لبنان بأكمله، مشيرا إلى أن ما حصل كان إشارة من حزب الله إلى أنه عاد إلى منطقة جنوب نهر الليطاني التي يستوجب عليه الخروج منها بموجب اتفاق الهدنة.
دياب وجد أيضا أن "حزب الله" أراد القول إن الجيش لم يستطع إخراج إسرائيل طيلة الـ60 يوما، وأن ما حصل اليوم حصل من خلال الحزب وجمهوره وتصوير الأمر كانتصار مزعوم، وتابع "الحقيقة هي عكس ذلك تماما، فحزب الله هو من وافق على بقاء إسرائيل في جنوب لبنان ووضع الجيش اللبناني في المواجهة، كما أنه دفع الناس للذهاب إلى القرى بطريقة غير مدروسة وخطيرة".
وأكمل "الجيش كان حريصا على الأهالي أكثر من حزب الله من أجل إتمام عودة مدروسة وغير عشوائية بسبب وجود ألغام وخطر".
بدوره، يقول السياسيّ فارس سعيد لبلينكس إن هناك مرجعية اسمها الدولة اللبنانية وهي المعنية بعلاج ملف الجنوب كما أنها هي المسؤولة عن عودة الأهالي تحت حماية الجيش، وليس حزب الله الذي ورط الناس بدخول عشوائي للمناطق المحتلة من دون الالتفات إلى حياتهم.
واعتبر سعيد أن الجانب الإسرائيلي يتوافق مع "حزب الله" للتقليل من دور الجيش لكي يُبقيا على قواعد اشتباك قائمة بينهما وكأننا بحرب مفتوحة.