سياسة

صفقات ترامب و نتنياهو.. هدنة مع حماس ومواجهة للحلفاء؟

نشر
blinx
في ظل أجواء تتسم بالتوتر السياسي، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء 4 فبراير، في البيت الأبيض. هذه الزيارة تحمل أهمية استثنائية، كونها أول رحلة يقوم بها نتنياهو خارج إسرائيل منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحقه في نوفمبر 2024.
ويأتي اللقاء في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطًا داخل حكومته. على الجبهة الداخلية، يضغط عليه ائتلافه اليميني لإنهاء الهدنة المؤقتة مع حركة حماس في غزة، بينما يطالب الإسرائيليون المنهكون من الحرب بعودة الأسرى المتبقين وإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا.
نتنياهو، الذي يعتبر أول زعيم أجنبي يلتقيه ترامب منذ توليه منصبه في 20 يناير، قد يجد نفسه في مواجهة ضغوط إضافية من الرئيس الأميركي، المعروف بدعمه القوي لإسرائيل. رغم هذا الدعم، قد لا تتفق أهداف ترامب السياسية في الشرق الأوسط دائمًا مع مصالح نتنياهو، مما يضيف تعقيدًا جديدًا للمحادثات المرتقبة.
ويتزامن اللقاء مع استئناف المفاوضات غير المباشرة هذا الأسبوع بين إسرائيل وحركة حماس حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. تشمل هذه المفاوضات صفقة تبادل الرهائن الإسرائيليين بالمعتقلين الفلسطينيين، وهي قضية على رأس جدول الأعمال خلال المحادثات بين الزعيمين. ومن المتوقع أن يعقد ترامب ونتنياهو مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا عقب اللقاء.
كما تشمل المحاور الأخرى التي يُتوقع أن تتناولها المباحثات المخاوف المتزايدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، يعتقد أن قضية المرحلة الثانية من اتفاق الرهائن ستظل على رأس أولويات هذا اللقاء المحوري. فما هي التحديات التي قد تقف أمام أهم المحاور التي سيناقشها الطرفان؟

إنهاء صفقة الرهائن والحرب مع حماس

إحدى أبرز نقاط الصفقة التي يعتزم ترامب طرحها في لقائه المرتقب مع نتنياهو هي التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع حركة حماس. يهدف هذا الاتفاق إلى تهدئة التصعيد المستمر في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة.
يرى مراقبون أن ترامب يعتبر هذا التحرك فرصة لتعزيز موقعه كوسيط دولي فعال، خاصة في ضوء طموحاته لاستعادة نفوذه على الساحة العالمية وإضافة اسمه للائحة الشخصيات العالمية التي دعت إلى السلام.
وتؤكد غايل تالشير، أستاذة السياسة في الجامعة العبرية، للإذاعة الوطنية العامة على أهمية هذا اللقاء بالنسبة لمستقبل نتنياهو السياسي، قائلة: "الاجتماع يوم الثلاثاء حاسم بالفعل لبقاء نتنياهو في منصبه كزعيم لإسرائيل وضمان بقاء ائتلافه متماسكًا"، مضيفة: "أعتقد أن نتنياهو يريد بالضبط ما يعرضه عليه ترامب، لكنني أعتقد أن ائتلافه لديه رؤية مختلفة تمامًا".
رغم قبوله بما يعرضه عليه ترامب، يواجه نتنياهو معارضة شديدة من الأجنحة اليمينية المتشددة في الحكومة الإسرائيلية. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش كان من أبرز المعارضين، حيث عبّر عن رفضه لأي اتفاق لا يتضمن القضاء الكامل على حركة حماس. يرى سموتريتش أن أي هدنة قد تمنح الحركة فرصة لإعادة بناء قدراتها العسكرية، وهو ما يشكل خطرًا على أمن إسرائيل من وجهة نظره.
وفي خطوة تصعيدية، تعهد سموتريتش بالإطاحة بحكومة نتنياهو في حال لم تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة. وذكرت تالشير أن هذا التهديد قد يدفع البلاد إلى انتخابات مبكرة، مما يزيد من الضغوط على نتنياهو الذي يواجه محاكمة فساد جارية، تشمل اتهامات بتبادل مصالح وخدمات مع شخصيات إعلامية وأثرياء، وفقًا لتقرير نشره موقع بيزنس ستاندرد.

المطالب الأميركية والدور الإقليمي

من المتوقع أن يسعى ترامب أيضًا إلى الحصول على تنازلات إسرائيلية في قضايا أخرى تتعلق بالمستوطنات وتهدئة التوترات في الضفة الغربية. الولايات المتحدة تريد ضمان الاستقرار في المنطقة وعدم التصعيد العسكري، خاصة في ظل التوترات القائمة مع إيران.
من المتوقع أن يضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي على ترامب لاتخاذ إجراءات حاسمة بشأن إيران، التي تواجه سلسلة من الانتكاسات العسكرية، بما في ذلك إضعاف حركة حماس في غزة وتكبيد مقاتلي حزب الله في لبنان خسائر كبيرة، بالإضافة إلى عملية ألحقت دمارًا كبيرًا بالدفاعات الجوية الإيرانية. يعتقد نتنياهو أن هذه اللحظة تفتح فرصة لمعالجة برنامج طهران النووي بشكل حاسم.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة