سياسة

بلا سلاح نووي وناتو وأراضٍ... أوكرانيا تدفع ثمن الماضي؟

نشر
Bouchra Kachoub
يتذكر روسلان، حارس الأمن في متحف بيرفومايسك، اليوم الذي غيّر مجرى التاريخ الأوكراني: رحيل آخر الصواريخ النووية عن البلاد. "تحرك الموكب في انضباط عسكري صارم: الشرطة في المقدمة، تلتها قوات الجيش المدججة بالسلاح، ثم المركبات التقنية، وأخيرًا سيارات الإطفاء. لم نشهد شيئًا كهذا في وضح النهار من قبل!"، يقول مستعيدًا المشهد الذي لم يفارق ذاكرته لعقود.
كانت عملية نقل الصواريخ النووية السوفيتية معقدة، إذ تطلب كل صاروخ مركبتين لتحريكه: إحداهما تسحب، والأخرى تدفع. ولا يزال روسلان يتذكر الدخان الكثيف الذي خلفه الموكب المهيب وهو يتقدم ببطء فوق المنحدر الحاد بالقرب من منزل جده. هذا المشهد، الذي يرويه لصحيفة لو فيغارو، يعود إلى يوم 4 ديسمبر 1994، التاريخ الذي وقّعت فيه أوكرانيا رسميًا على مذكرة بودابست، متخليةً عن ترسانتها النووية مقابل تعهدات دولية بضمان استقلالها وسلامة أراضيها.
لكن بعد 30 عامًا من هذا القرار المصيري، تجد أوكرانيا نفسها نادمة وفي مأزق غير متوقع: لا تمتلك أسلحة نووية تردع بها خصومها، ولا تسير بثبات نحو الانضمام إلى حلف الناتو، كما أنها غير قادرة على استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا.
وفي ظل هذا الواقع، وجه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيت رسالة إلى الحلفاء الأوروبيين في بروكسل، مفادها بأن العودة إلى حدود ما قبل 2014 "غير واقعية"، وأن انضمام كييف إلى الحلف العسكري لم يعد جزءًا من الحل لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 3 سنوات.

اعرف أكثر

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة