"الشحنة وصلت".. محاولة إيرانية لترميم ترسانتها الصاروخية

وفقًا لتقرير منظمة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن الـ1000 طن المستوردة من بيركلورات الصوديوم يمكن استخدامها لإنتاج 960 طن من بيركلورات الأمونيوم، وهي المكوّن الأساسي لوقود الصواريخ الصلب، حيث تشكّل 70٪ من مكونات الدفع للصواريخ الباليستية.

وبناءً على هذه الحسابات، تستطيع إيران إنتاج ما يقرب من 260 صاروخًا باليستيًا من طراز "خيبر شكن" أو 200 صاروخ باليستي من طراز "حاج قاسم"، مما يمنحها قدرة هجومية متزايدة قد تعزز ترسانتها العسكرية وتزيد من دعمها لحلفائها الإقليميين في الشرق الأوسط، مثل الحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق.

يفيد تقرير شبكة سي إن إن أن طلب الحرس الثوري الإيراني لهذه الكمية من بيركلورات الصوديوم إشارة إلى استئناف الإنتاج العسكري الذي تعطل بعد الضربات الإسرائيلية على مصانع الصواريخ الإيرانية في 26 أكتوبر 2024.

نفذ الجيش الإسرائيلي في 26 أكتوبر 2024 سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة استهدفت حوالي 20 موقعا عسكريًا عبر إيران، شملت القاعدة العسكرية في بارشين ومنشآت مرتبطة ببرنامج لإنتاج الصواريخ بالوقود الصلب والطائرات المسيرة، مثل مركز شاهرود للصواريخ الباليستية وبرامج الفضاء، بالإضافة إلى شبكة الدفاع الجوي الإيرانية، وفقا لما جاء في تقرير نشره معهد دراسة الحرب.

وبحسب التقرير، ركزت الضربات الإسرائيلية على تدمير معدات خلط الوقود الصلب حتى تؤخر من إنتاج إيران للصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب لمدة عام أو أكثر، إلا أن وصول شحنة بيركلورات الصوديوم يشير إلى أن إيران قد تكون أقرب مما يُعتقد إلى إعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية أو ربما لم تتوقف عن الإنتاج مطلقًا.

كشفت مصادر إخبارية أن إدارة التوريد التابعة لمنظمة تدعى "الجهاد الاكتفائي الذاتي"، التي تشرف على تطوير برنامج إيران الصاروخي، هي الجهة التي طلبت استيراد هذه الشحنة. وتُشغِّل السفينة شركة الخطوط البحرية لإيران، وهي شركة مدرجة على قائمة العقوبات الأميركية والبريطانية بسبب دورها في دعم البرامج العسكرية الإيرانية.

تخضع مادة بيركلورات الأمونيوم، التي تُعد بيركلورات الصوديوم مادة أولية له، لقيود التصدير بموجب نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ (MTCR)، وهو اتحاد غير رسمي يضم 35 دولة تتشارك في المصالح المتعلقة بمنع انتشار الصواريخ، وفقا لتقرير موقع فويس أوف أميركا. ولا تُعد إيران والصين من بين أعضاء المنظمة الطوعية للرقابة على الصادرات، والتي تضم معظم الدول الغربية وحلفاءها في آسيا، بالإضافة إلى روسيا.

وفي خضم تساؤلات حول دور الصين في دعم البرنامج الصاروخي الإيراني، ردّت وزارة الخارجية الصينية على استفسارات الصحافة ببيان قالت فيه إنها "غير مطلعة على تفاصيل القضية"، مشددة على أن المادة المذكورة "لا تندرج ضمن قائمة المنتجات الخاضعة للرقابة"، وبالتالي فإن تصديرها يُعتبر تجارة عادية.

وبينما وصلت السفينة الأولى قرابة السواحل الإيرانية، يتوقع مراقبون انطلاق السفينة الثانية "جيران" قريبا لتسليم باقي الشحنة، وفقا لتقرير سي إن إن. في الوقت نفسه، تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لدراسة خياراتهم، وسط مخاوف من أن إيران لا تعمل فقط على إعادة بناء ترسانتها، بل أيضًا على دعم أذرعها في المنطقة مثل جماعة الحوثي.