قبل اندلاع الحرب السورية، كانت روسيا تُعد أحد أكبر الشركاء الاقتصاديين لسوريا، حيث امتلكت شركاتها استثمارات بمليارات الدولارات في مشاريع النفط والغاز والبنية التحتية.
ومع سيطرة الحكومة الجديدة على دمشق، بدأت موسكو العمل على إعادة إحياء هذه الاستثمارات من خلال مفاوضات تشمل إعادة تأهيل ميناء طرطوس، وتطوير حقول الغاز في تدمر، وبناء مصانع للأسمدة في حمص.
وقد بدأت المحادثات بشكل رسمي في يناير الماضي، عندما وصل إلى دمشق ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وألكسندر لافرنتييف، المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا.
ورغم أن الهدف الرئيسي للزيارة كان بحث مستقبل القواعد العسكرية الروسية، إلا أن نطاق المفاوضات سرعان ما توسع ليشمل ملفات اقتصادية واسعة النطاق.
واكتسبت العلاقة بين موسكو والحكومة السورية الجديدة زخمًا إضافيًا بعد المكالمة الهاتفية الأولى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأحمد الشرع.
وخلال المكالمة، ناقش الطرفان العلاقات التجارية والاقتصادية، حيث أكدت موسكو استعدادها للمساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي في سوريا.
وبعد أيام من هذه المكالمة، أرسلت روسيا طائرة محملة بالأوراق النقدية إلى دمشق، في خطوة تشير إلى جدية موسكو في دعم الاقتصاد السوري المتعثر.
وتشمل الاتفاقيات التي تسعى روسيا لإحيائها مشروعات عملاقة، مثل تطوير المرحلة الجديدة من ميناء طرطوس، واستغلال حقول الغاز والفوسفات في وسط سوريا، إضافة إلى بناء مصانع جديدة للبنية التحتية.
وتُظهر هذه التحركات أن موسكو ترى في سوريا فرصة استراتيجية لتعزيز حضورها الإقليمي في ظل التحديات التي تواجهها في أوكرانيا وليبيا.
ورغم أن روسيا تمتلك بالفعل قواعد عسكرية في ليبيا، إلا أن محاولاتها لإنشاء قاعدة بحرية هناك لم تكلل بالنجاح حتى الآن. وبالتالي، فإن تعزيز وجودها في سوريا يمثل خيارًا أكثر أمانًا لضمان بقاء نفوذها العسكري في المنطقة.