صمت نووي تحت سطح البحر.. غواصة 096 الصينية تدخل المنافسة

كانت المشكلة الجدية بغواصة 094 الضوضاء وأنها أقل تقدما من نظيراتها الغربية والروسية.

لكن بالنسبة لخليفتها، سيبلغ حجم الإزاحة فيها نحو 20 ألف طن عندما تكون تحت سطح الماء، ما يجعلها أكبر من سابقاتها. ويستوعب هذا الحجم الزائد تكنولوجيات متقدمة، بما في ذلك نظام محسن يهدف إلى خفض الانبعاثات الصوتية. ولدى الغواصات من طراز 096 تصميم الطوافة ، بمعنى أنها تتمتع بنظام دعم من المطاط لخفض ضوضاء المحرك أثناء الإبحار.

ومن المحتمل أن يخفض هذا التصميم مستوى الضوضاء المنبعث من الطراز 096إلى أقل من 100 ديسبيل، ما يجعل من المتعذر تقريبا تمييز الغواصة عن صوت المحيط.

من المقرر أن تكون حزمة التسليح على متن الطراز 096 مذهلة، إذ ستكون الغواصة قادرة على إطلاق صاروخ باليستي من نوع جيه -أل، وهو صاروخ من الجيل الثالث يتم نشره بالفعل على متن غواصات من طراز 094 من فئة جين.

ويُقدّر مدى الصاروخ جيه إل من الجيل الثالث بأكثر من 6 آلاف و200 ميل وهو قادر على حمل مركبات إعادة دخول متعددة الأهداف.

ويسمح هذا المدى للطراز 096 بضرب أهداف عبر الولايات المتحدة من المياه الساحلية الصينية الآمنة نسبيا مثل بحر الصين الجنوبي أو خليج بوهاي، دون الحاجة للمخاطرة بتدميرها في مياه دولية متنازع عليها.

تشير التقارير إلى أن الصين تعاونت مع روسيا في تطوير الغواصة 096.

وتفيد تلك التقارير إلى أن روسيا، الحذرة تاريخيا من مشاركة تكنولوجيتها المتقدمة في قطاع الغواصات، غيرت موقفها وسط تعزيز العلاقات مع الصين بصفة خاصة عقب فرض العقوبات الغربية إثر حربها على أوكرانيا في عام 2022.

وفي الحقيقة، يبدو من المحتمل أن الروس ربما قدموا خبرتهم للصينيين لمساعدتهم في تطوير نظام دفع متقدم عزز قدرات التخفي للطراز 096.

ويتوقع أن تكون روسيا قدمت تكنولوجيات مثل مضخة الدفع النفاث لبكين في محاولة لتعزيز الصداقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ.

والأمر الأكثر أهمية هو أنه يُعتقد أن مكتب روبين للتصميم، وهو محرك رئيسي في صناعة الغواصات الروسية، كان له تأثير على تصميم الطراز 096، بسبب التشابه مع الغواصة الروسية المتقدمة من فئة بوري.

إذا صحت هذه التقارير، فإن بحرية جيش التحرير الشعبي ربما أصبحت بهدوء القوة الأقوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ على الرغم من أسطولها المحدود من الغواصات التي واجهتها البحرية الأميركية على مدار العشرين عاما الماضية.

وأوضح ويشيرت أن طراز الغواصة الصينية 096 له تأثيرات عميقة بالنسبة للأمن العالمي وبصفة خاصة الأمن القومي الأميركي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وباعتبار أن الطراز 096 لديه قدرة التخفي ومدى صواريخ بعيد، فإنه لم يعد بإمكان الأميركيين تصنيف هيمنتهم تحت سطح البحار بلا منازع.

ونفيد تقارير أنه سيكون من الصعب على أميركا التي تعتمد بشكل كلي على الغواصات الهجومية ( إس إس أن) وسفن المراقبة مثل طائرات بي – 8 بوسيدون لتتبع الغواصات المعادية المزودة بصواريخ نووية، رصد غواصات من طراز 096.

وفي الحقيقة، من المحتمل أن تسمح تكنولوجيا التخفي لهذه الغواصات بالعمل لمسافة أبعد كثيرا عن المياه الإقليمية الصينية الآمنة من دون أن يتم اكتشافها.

وخلص المحلل ويشيرت في تقريره إلى أنه من المرجح أن يكون لسياسة حافة الهاوية النووية دور محوري في أي مواجهة أميركية صينية بشأن مصير تايوان.

ويعتقد أن بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني تعمل لضمان إمكانية تهديد الأميركيين وربما هزيمتهم في البحر.