سياسة

تل أبيب وأنقرة على حافة المواجهة في سوريا

نشر
Bouchra Kachoub
في عمق البادية السورية، حيث تعرضّت قاعدة التيفور (T4) الجوية لقصف إسرائيلي عنيف، الإثنين 24 مارس، تطفو على السطح معالم مواجهة إقليمية جديدة على الأراضي السورية، أطرافها تل أبيب وأنقرة.
لم تكن مشاهد الدخان المتصاعد من القاعدة التي كانت تُعتبر إلى وقت قريب حصنا روسيا، سوى الفصل الأخير من سيناريو متصاعد، حيث تتحرك إسرائيل بشراسة لعرقلة محاولات أنقرة لترسيخ وجودها العسكري في سوريا، بينما تُصر الأخيرة على "استعادة استثماراتها" بكل ثمن، بحسب وصف قناة 12 الإسرائيلية في تقرير نشرته، الخميس 27 مارس.

صدام تركي-إسرائيلي.. مسألة وقت

القناة الإسرائيلية نقلت عن آسا أوفير، الخبير التركي في جامعة أريئيل قوله إنّ وقوع صدام تركي إسرائيلي في سوريا بات "مسألة وقت" فقط، مشيرا إلى مسار طويل من التصعيد الذي تحول إلى حرب ظِل بين قوتين إقليميتين على أرض سوريا.
وأوضح أوفير أنّ الضربات الإسرائيلية الأخيرة، التي استهدفت لأول مرّة مواقع لم يسبق أن تعرضت للقصف، لم تكن سوى رسالة لأنقرة مفادها: "لا مكان لكم هنا".
لكن تركيا، التي أصبحت، وفقا للقناة الإسرائيلية، "اللاعب المركزي في سوريا بعد سقوط الأسد" مصممة على "قطف ثمار استثمارها" في الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع وفي "هيئة تحرير الشام"، بحسب القناة.

كيف تبسط تركيا وإسرائيل نفوذهما في سوريا؟

بالتزامن مع التوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا، بدأت جرافات تركية في شق الطرقات شمال سوريا، تمهيدا لإقامة 5 قواعد عسكرية، 2 منها قيد الإنشاء حاليا، بينما يجري التخطيط لـ3 أخرى تمتد من حلب إلى دمشق، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية، نقلا عن تصريحات لقيادي في "هيئة تحرير الشام".
لكن الطموح التركي لا يتوقف عند القواعد، إذ ذكرت قناة I24 News الإسرائيلية عن المحلل التركي مهند حاجي أوغلو، أن أنقرة ودمشق وقَّعتا اتفاقية دفاعية مشتركة وذلك بهدف "تلبية الاحتياجات الأمنية السورية" من دون شروط مالية.
ومن شأن الاتفاقية، إذا تم تأكيدها، أن تشكل خطوة غير مسبوقة في العلاقات التركية-السورية، وتأتي بحسب التقرير الإسرائيلي في سياق زيارة يعتزم أحمد الشرع القيام بها إلى أنقرة، بدعوة من أردوغان.
كما أفاد موقع جويش نيوز سينديكات بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتزم تعزيز وجود بلاده العسكري في سوريا بنشر 50 مقاتلة من طراز F-16 في قواعد هناك.
في المقابل، تسعى إسرائيل إلى ترسيخ وجودها العسكري في جنوب سوريا عبر خطوات متسارعة تهدف إلى كبح التوسع التركي ومنع استقرار النظام الجديد المدعوم من أنقرة.
ووفق تقرير JNS، أنشأت إسرائيل عددا من المواقع العسكرية على الجانب السوري من المنطقة منزوعة السلاح، كما شكلت تحالفا ميدانيا مع جزء من الطائفة الدرزية في الجنوب، في محاولة لتأمين نفوذ محلي يوازي التمدد التركي في الشمال.
كما نفذت القوات الإسرائيلية عمليات برية وجوية استهدفت قواعد سورية في عمق البلاد، من بينها قاعدة التيفور في تدمر، وذلك في رسالة واضحة مفادها أن أي محاولة لتوسيع النفوذ الأجنبي، خاصة التركي، في سوريا لن تمر من دون رد.

الصراع الخفي على دمشق

يقول الخبير الإسرائيلي أوفير إن الأتراك يعملون على إعادة بناء وتأهيل مطار دمشق و"يدربون قوات الأمن، ويعيدون تشكيل الدولة من الصفر"، مشيرا إلى أن المشروع التركي يُشبه محاولة "إحياء سوريا" تحت النفوذ التركي، وهو ما يتعارض جذريا مع الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى منع استقرار النظام السوري الجديد المدعوم تركيا.

طائرات مسيّرة وصواريخ.. أين سينفجر الصراع؟

من بين السيناريوهات المحتملة التي تثير قلقا متزايدا، احتمال وقوع مواجهة مباشرة على الأرض أو في الأجواء السورية، خاصة في حال استهدفت إسرائيل أنظمة دفاع جوي تركية قد يتم نشرها في سوريا.
ويشير أوفير إلى أن استخدام تركيا لمنظومات مثل "حصار" قد يُفسر كخط أحمر بالنسبة لإسرائيل، ويضيف: "إذا استهدفت إسرائيل منظومة تركية في سوريا، فستكون تلك هي الشرارة".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة