يقول الباحثان إن الخطوات الحكومية المناهضة للديمقراطية هي المحرّك الرئيسي لمعظم هذه الاحتجاجات. ففي حالتين، هما جورجيا وموزمبيق، أدّت مزاعم التلاعب واسعة النطاق في الانتخابات الوطنية إلى خروج المواطنين إلى الشوارع.
وفي جورجيا، زاد قرار الحكومة الجديدة تعليق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من حدة التوتر. واستمرّت الاحتجاجات في كلا البلدين لأشهر عدة.
أما في حالات أخرى، فلم تكن الإجراءات المناهضة للديمقراطية مرتبطة بالانتخابات.
ففي المجر، اندلعت الاحتجاجات بعد أن أقرّ البرلمان المجري، في 18 مارس، قانونا يسمح للسلطات باستخدام تقنيات التعرف على الوجه، التي تمّ الحصول عليها من الصين، لتحديد المشاركين في الفعاليات المحظورة.
وفي إسرائيل، تصاعدت الموجة المستمرّة من الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بسبب تركيزه المتزايد للسلطة السياسية، وذلك بعد إعلانه في 16 مارس عن إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، حيث يرى المحتجون أن هذه الخطوة تعكس إصرار نتنياهو على البقاء في السلطة بأيّ ثمن. كما شهدت إسرائيل ارتفاعا في الاحتجاجات عقب استئناف الحملة العسكرية ضدّ حماس في 18 مارس.
وأثار إعلان الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي موجة تعبئة شعبية واسعة في الشوارع. ومنذ رفع الأحكام العرفية، تواصلت الاحتجاجات المطالِبة بعزل يون، ما يعكس الغضب الشعبي من تصرفاته والمخاوف بشأن مستقبل الديمقراطية في كوريا الجنوبية.
وفي تركيا، اندلعت احتجاجات بعد أن أمرت الحكومة، في أكتوبر الماضي، باعتقال أحمد أوزر، رئيس بلدية منطقة إيسنيورت في إسطنبول وعضو حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وتصاعدت المظاهرات بشكل أكبر بعد اعتقال عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الخصم السياسي الأبرز للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 17 مارس.
أما في صربيا، فقد بدأت الاحتجاجات في نوفمبر كردّ فعل على الفساد الحكومي عقب انهيار سقف مدخل محطة قطارات، لكنها تحولت لاحقا إلى تظاهرات حاشدة ومستمرّة مؤيدة للديمقراطية، تهاجم حكم الرئيس، ألكسندر فوتشيتش، وحزبه التقدمي الصربي.