بذخ في زمن التقشف؟.. عرض عسكري ضخم في Birthday ترامب
كشفت تقارير إعلامية عن رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنظيم عرض عسكري ضخم في العاصمة واشنطن تزامنًا مع عيد ميلاده في يونيو المقبل، في وقت تواصل فيه إدارته تنفيذ سياسة تقشف صارمة عبر وزارة كفاءة الحكومة، DODGE، شملت تخفيضات حادة في الميزانيات وتسريح آلاف الموظفين.
وبحسب ما أوردته مجلة
نيوزويك وصحيفة
واشنطن بوست، فإن العرض المحتمل قد يتكرر فيه مشهد دبابات، وطائرات مقاتلة، ومعدات ثقيلة تسير وسط العاصمة، في احتفال قد تتجاوز تكلفته 90 مليون دولار، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة نظرًا للتناقض بين إجراءات خفض الإنفاق وبين مظاهر البذخ العسكري.
غير أن البيت الأبيض سارع إلى نفي هذه المزاعم، حيث أكد لصحيفة
بوليتيكو أن "لا عرضًا عسكريًا مقررًا في واشنطن في يونيو"، مضيفا أن الشائعات المتداولة لا تستند إلى أي خطة رسمية.
وأكدت تقارير
Snopes و
واشنطن بوست كذلك أن الجهات المنظمة لاحتفال الجيش الأميركي بذكرى تأسيسه لم تُدرج عرضًا عسكريًا ضمن الفعاليات المقترحة، وأن ما تم تداوله قد يكون ناتجًا عن خلط بين الاحتفال السنوي ومناسبة عيد ميلاد ترامب، التي تصادف اليوم نفسه في 14 يونيو.
من أين جاءت فكرة العرض العسكري؟
بحسب تقرير لمجلة
نيوزويك، تعود فكرة العرض العسكري إلى عام 2018 عندما أعجب ترامب بالعرض الفرنسي في يوم الباستيل أثناء زيارته لباريس، ليطلب حينها تنظيم عرض مشابه في العاصمة الأميركية.
كانت رؤيته تشمل دبابات تسير في شارع بنسلفانيا وطائرات مقاتلة حديثة تحلق في السماء، لكن الخطة واجهت معارضة شديدة وتكلفة باهظة قدرت بنحو 92 مليون دولار، وفقا للواشنطن بوست، مما دفعه إلى التراجع، مبررًا ذلك بأن المال سيوجه لشراء مقاتلات جديدة بدلًا من العرض.

بين التقشف والاستعراض.. هل يخطط ترامب لعرض عسكري في واشنطن؟ (Getty Images)
عندما أعاد ترامب المحاولة في 2019 خلال احتفالات يوم الاستقلال، تم تقليص العرض إلى "عرض ثابت" وراء الحواجز دون مشاركة فعلية للمعدات الثقيلة على الطرقات.
ما هي التحديات التي تواجه العرض العسكري؟
تاريخيًا، أثارت العروض العسكرية المقترحة من قبل ترامب انتقادات حادة بسبب تكلفتها الباهظة. فالعرض الذي خطط له عام 2018 قُدر بحوالي 92 مليون دولار، وهو رقم تجاوز التقديرات الأولية بـ80 مليون دولار، وأثار حينها جدلًا واسعًا بين دافعي الضرائب والسياسيين.
وتوقعت
تقارير أن أي عرض مشابه في 2025 تزامنًا مع عيد ميلاد ترامب الـ79 سيواجه التحديات نفسها التي واجهتها محاولات سابقة، بدءًا من إغلاق الطرقات الرئيسية وسط واشنطن وتعطيل حركة السير لعدة أيام، إلى تكاليف التأمين المكثفة ومصاريف لوجستية لنقل المعدات العسكرية الثقيلة مثل الدبابات ومركبات القتال المدرعة.

بين التقشف والاستعراض.. هل يخطط ترامب لعرض عسكري في واشنطن؟ (Getty Images)
وتُعد الدبابات من أكثر العناصر المثيرة للجدل في هذه العروض، إذ أن وزنها الهائل، الذي قد يتجاوز 60 طنًا، يهدد بإتلاف طبقات الأسفلت وتكسير أرصفة المدينة المصممة في الأصل لحركة المركبات المدنية، لا العسكرية.
وقد أعربت
بلدية واشنطن سابقًا عن مخاوفها من تكرار الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية خلال استعراضات سابقة، حيث ظهرت شقوق وحفر عميقة في الطرق نتيجة ضغط المجنزرات الثقيلة، ما يستدعي عمليات إصلاح مكلفة قد تمتد لأسابيع بعد انتهاء العرض.