سيغنال وخرائط البيت الأبيض.. فضيحتان جديدتان في أروقة ترامب

إلى جانب فضيحة مجموعة سيغنال التي كشفت عنها مجلة ذي أتلانتيك بعدما أضاف مستشار الأمن القومي مايك والتز عن طريق الخطأ رئيس تحرير المجلة إلى مجموعة دردشة سرّية ناقشت تفاصيل هجوم عسكري وشيك على الحوثيين في اليمن، كشفت صحيفة واشنطن بوست عن تسريب وثائق حساسة أخرى، من بينها مخططات معمارية لجناحي البيت الأبيض الشرقي والغربي، تمّت مشاركتها بشكل غير مقصود عبر خدمة Google Drive من قبل موظفين في إدارة الخدمات العامة (GSA)، ووصلت إلى أكثر من 11 ألف موظف. تضمنت الوثائق أيضًا تفاصيل عن أبواب انفجارية مقترحة لمركز زوّار البيت الأبيض، ومعلومات مالية عن مقاولين عملوا مع الإدارة السابقة.

ورغم أن معظم هذه الملفات لم تكن مصنفة كوثائق سرية رسمياً، إلا أنها كانت موسومة بأنها "معلومات غير مصنفة لكنها محمية" (CUI)، ما يعني أنها تتطلب حماية خاصة. وقال البروفيسور مايكل ويليامز من جامعة سيراكيوز إن هذه الحوادث تكشف حاجة ملحّة لتعزيز التدريبات الأمنية الرقمية، واصفًا مشاركة هذه الوثائق بأنها "خطأ لا يغتفر" قد يستغلّه خصوم الولايات المتحدة.

ما أثار استغراب المراقبين ليس فقط مشاركة معلومات حساسة في مجموعات غير رسمية، بل هو أن هذه المعلومات وصلت إلى أشخاص لا يتمتعون بأي صلاحية أو حاجة رسمية للاطلاع عليها، مثل جينيفر هيغسِث، زوجة الوزير، وتيم بارلاتور محاميه الشخصي.

ففي منتصف مارس، شارك هيغسِث تفاصيل تتعلق بمسارات طائرات F/A-18 المشاركة في الهجوم على الحوثيين عبر مجموعة سيغنال سُميت "Defense | Team Huddle"، شملت زوجته ومحاميه وشقيقه، إلى جانب عدد من مساعديه. وقد استخدم هاتفه الشخصي في ذلك، بدلاً من القنوات الرسمية المشفرة المعتمدة في وزارة الدفاع.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن هيغسِث بدأ باستخدام هذه المجموعة قبيل جلسات المصادقة عليه وزيرًا للدفاع في الكونغرس، حيث استعملها للتنسيق مع مستشاريه المقربين حول استراتيجيات ظهوره العلني أمام المشرّعين، قبل أن تتحوّل لاحقًا إلى قناة لتبادل معلومات عملياتية حساسة.

اللافت أن زوجته جينيفر، وهي منتجة سابقة في فوكس نيوز، رافقت زوجها في اجتماعين رسميين مع مسؤولين عسكريين أجانب ناقشا معلومات حساسة، ما اعتبره مراقبون سابقة خطيرة في اختراق البروتوكولات العسكرية. أما بارلاتور، فرغم تعيينه مؤخرًا في سلك القضاء العسكري، لم تكن له أي صفة رسمية خلال توقيت تلك التسريبات.

يأتي هذا التسريب المزدوج في لحظة حساسة بالنسبة للرئيس ترامب الذي يسعى لتثبيت إدارته في خضم مفاوضات تجارية وعسكرية حساسة مع دول كبرى كالصين وإيران.

وحذّر أعضاء في مجلس الشيوخ من أن استمرار هيغسِث في منصبه قد يعرّض أرواح الجنود الأميركيين للخطر ويضعف الثقة الدولية في المنظومة الأمنية الأميركية.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن مسؤولين قولهم إن بعض النصوص التي أرسلها هيغسِث، والمتعلقة بمواعيد إطلاق العمليات ونوع الطائرات، تُصنّف في العادة كمعلومات سرّية للغاية، وإن تسريبها قد يمنح الخصوم ميزة استخباراتية.

بدوره، كتب جون أليوت، المتحدث السابق باسم البنتاغون، مقالًا في بوليتيكو قال فيه إن "البنتاغون يعيش في فوضى شاملة تحت قيادة هيغسِث"، مطالبًا ترامب بإقالته فورًا. ويعكس ذلك اتساع الهوّة داخل الإدارة نفسها حول أسلوب القيادة، وخطورة تكرار هذه التسريبات على مستقبل البيت الأبيض.