"الدفاع" الأميركية تنقلب على وزيرها؟
أراد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إحداث تغيير في الوزارة (البنتاغون)، لكن بعد أقل من 90 يوما من أدائه اليمين، يبدو أنه فقد توازنه بسبب الاضطرابات التي أحدثها بنفسه.
واتهم هيغسيث، مقدم البرامج السابق في شبكة فوكس نيوز، مستشاريه السابقين الموثوق بهم بالانقلاب عليه بعد الكشف عن إرساله رسائل نصية تتضمن خططا عسكرية أميركية حساسة من هاتفه الشخصي إلى زوجته وشقيقه ومحاميه وآخرين.
وقال هيغسيث في حديقة البيت الأبيض بينما كان أطفاله يقفون خلفه للاحتفال بعيد القيامة "يا لها من مفاجأة كبيرة طرد عدد قليل من المسربين وخروج مجموعة من المقالات المثيرة للجدل".
ورأى البيت الأبيض أن المؤامرة على هيغسيث تمتد إلى ما هو أبعد من المجموعة الصغيرة من معاونيه المخلصين في السابق، الذين تم فصلهم بعد اتهامات بتسريب معلومات حساسة، لتشمل وزارة الدفاع ذاتها.
ومنذ توليه منصبه، تحرك هيغسيث بسرعة مذهلة لإعادة تشكيل الوزارة، إذ طرد كبار الجنرالات في سعيه إلى تنفيذ أجندة الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي والقضاء على مبادرات التنوع التي يقول إنها تمييزية.
وحتى الآن، يدعم ترامب هيغسيث بقوة، قائلا إنه "يبلي بلاء حسنا".
وقال ترامب للصحفيين "تولى منصبه للتخلص من كثير من الأشخاص السيئين. وهذا ما يفعله".
ويأتي الجدل الأخير بعد إقالة معاونين عينتهم إدارة ترامب في البنتاغون، وهي عمليات إقالة ناجمة عن تحقيق في تسريب أمر بفتحه رئيس موظفي هيغسيث في 21 مارس.
ومن بين المعاونين المفصولين دان كالدويل، زميل هيغسيث القديم الذي أصبح أحد مستشاريه الموثوقين. وفُصل من البنتاغون الأسبوع الماضي بسبب تسريبات ينفي مسؤوليته عنها. كما أُقيل دارين سيلنيك نائب رئيس مكتب هيغسيث.
قال جون أوليوت، الذي أقيل من وظيفته متحدثا باسم البنتاغون بعد شهرين، إن وزارة الدفاع التي يرأسها هيغسيث في "فوضى عارمة".
وكتب أوليوت في مقال افتتاحي لاذع نشر أمس الأحد "يرأس هيغسيث الآن عملية تطهير غريبة ومحيرة من شأنها أن تتركه دون أقرب مستشاريه منذ أكثر من عقد من الزمان، كالدويل وسيلنيك".
واختتم أوليوت حديثه بذكر أن ترامب يجب أن يطرد هيغسيث، قائلا "أصبح هذا الخلل الآن مصدر إلهاء كبير للرئيس الذي يستحق الأفضل من قيادته العليا".