سياسة

هل تخلى ترامب عن "بيبي" في مواجهة الحوثيين؟

نشر
blinx
 & 
في مؤشر يشكل تغيرا من إدارة البيت الأبيض بشأن توجهات السياسة العسكرية الأميركية، فاجأ الرئيس دونالد ترامب إسرائيل بأكثر من ملف الثلاثاء، الأول يتعلق بإعلانه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، والثاني بقوله إن 3 من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة قضوا، بينما 21 رهينة أخرى هم على قيد الحياة، ما من شأنه رفع التصعيد القائم بين عائلات الرهائن وحكومة بنيامين نتنياهو.
موقف ترامب حول اليمن أثار الشكوك وسط الحكومة الإسرائيلية بأن هذه قد لا تكون المرة الأولى - أو الأخيرة - التي تُخفي فيها إدارة ترامب معلومات عن إسرائيل.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن البنتاغون بدوره تفاجأ بتصريح ترامب حول "الحوثيين"، خاصة وزير دفاعه بيتر هيغسيث.
وأكد ٣ مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الأميركي لم يتلق أي تعليمات من البيت الأبيض بوقف عملياته العسكرية ضد الحوثيين، ما دفعهم إلى التحرك سريعا لفهم ما إذا كان ترامب قد غيّر فعلاً من توجهات السياسة العسكرية الأميركية.
بدورها، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله: "صُدمنا تمامًا. لم تُبلّغ إسرائيل قبل أن يُدلي ترامب بتصريحه".
مواقف ترامب تأتي في وقت سيتوجه فيه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، مبعوث نتنياهو إلى إدارة ترامب، هذا الأسبوع إلى واشنطن لإجراء محادثات قبل زيارة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط مع عدم وجود خطط حالية لزيارة إسرائيل.
فماذا في إعلان ترامب أن إدارته توصلت إلى اتفاق مع الحوثيين دون إبلاغ إسرائيل؟

اعرف أكثر

ترامب: الحوثيون لم يعودوا يريدون القتال

أعلن ترامب الثلاثاء، أن الحوثيين وافقوا على وقف هجماتهم ضد السفن، في إعلان مفاجئ أصدره من البيت الأبيض.
وكان الحوثيون بدأوا استهداف سفن في البحر الأحمر وخليج عدن في أواخر العام 2023، في خطوة قالوا إنها لإسناد الفلسطينيين في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل والتي أشعل فتيلها هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر من ذاك العام.
وقال ترامب: "أعلن الحوثيون (...) أنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن. وسنكرم ذلك. سنوقف القصف، وقد استسلموا".
وتابع "يقولون أنهم لن يفجروا سفنا بعد الآن، وهذا هو... الهدف مما كنا نفعله"، موضحا أن المعلومات جاءت من "مصدر جيدا جدا".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت "إنه انتصار هائل"، وتابعت "العالم أكثر أمانا مع وجود الرئيس في سدة القيادة".
من جهته أعلن وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي أن الحوثيين والولايات المتحدة توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الحوثيون: الاتفاق مع أميركا لا يشمل إسرائيل
والأربعاء قال محمد عبد السلام، كبير المفاوضين الحوثيين لرويترز، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركة والولايات المتحدة لا يشمل العمليات ضد إسرائيل.
وقال "الاتفاق لا يتضمن إسرائيل بأي شكل من الأشكال... والذي حصل هو مع الأميركي بوساطة عمانية والتوقف سيكون عن استهداف السفن الأميركية... طالما أعلنوا التوقف والتزموا فعلا فموقفنا دفاعي وسيتوقف الرد".
وشلّت هجمات الحوثيين حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي يمرّ عبره عادة حوالى 12 بالمئة من حركة الملاحة العالميّة، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.
وتتعرّض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية منذ أعلنت واشنطن في 15 مارس شنّ عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن.
وكانت العمليات الأميركية ضد الحوثيين بدأت في مطلع العام 2024 في عهد الرئيس جو بايدن.
في الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الأميركي أنه استهدف منذ منتصف مارس أكثر من ألف موقع في اليمن في إطار عملية أطلقت عليها تسمية "راف رايدر".
إعلان ترامب جاء بعد ساعات من غارات جوية إسرائيلية دمّرت بشكل كامل مطار صنعاء الدولي، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص بحسب الحوثيين الذين تعهدوا لاحقا برد "مزلزل" على إسرائيل بدون أي إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة الذي أعلنته عُمان.

"تغييب" إسرائيل ونتنياهو

في إسرائيل، صُدم المسؤولون بإعلان الرئيس ترامب بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن. وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست: "صُدمنا تمامًا. لم تُبلّغ إسرائيل قبل أن يُدلي ترامب بتصريحه".
ويُصرّ نتنياهو على أن إسرائيل تُنسق باستمرار مع الولايات المتحدة، وأن واشنطن تُبقي إسرائيل على إطلاع دائم بالمستجدات، بما في ذلك عبر قنوات مثل المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وديرمر.
وقد فاجأ الإعلان الرئاسي إسرائيل بشكل مضاعف، إذ جاء بعد ساعات فقط من توفير الجيش الأميركي مظلة أمنية وقائية لغارة إسرائيلية في اليمن، مانعًا أي حوادث محتملة خلال العملية.
وفقا لتحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" فلم يكن قلق الإدارة الأميركية، "الذي دفعها لشنّ غارات على آلاف الأهداف الحوثية، هجماتهم على إسرائيل، بل حصارهم للبحر الأحمر، الذي عطّل الاقتصاد الأميركي، بمجرد استتباب الهدوء البحري، اعتبر ترامب أن المسألة قد حُسمت.
وأضافت الصحيفة أنه ينبغي أن يكون استثناء إسرائيل من الإخطار المسبق وشروط الاتفاق بمثابة جرس إنذار، لا سيما مع انخراط الولايات المتحدة مع إيران في برنامجها النووي.
وحذرت الصحيفة في تحليلها بأنه يبدو واضحاً أن المصالح الإسرائيلية والأميركية لا تتوافق دائماً.

البنتاغون لم يكن يعلم باتفاق "الحوثي"

تعقيبا على تصريح ترامب قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن خطوة ترامب كانت مفاجئة، حتى أنها فاجأت وزير دفاعه بيت هيغسيث.
وأكد ٣ مسؤولين في البنتاغون أن الجيش الأميركي لم يتلق أي تعليمات من البيت الأبيض بوقف عملياته العسكرية ضد الحوثيين، ما دفعهم إلى التحرك سريعًا لفهم ما إذا كان ترامب قد غيّر فعلاً من توجهات السياسة العسكرية الأميركية.
وقال مسؤولان إيرانيان، أحدهما من وزارة الخارجية والآخر من الحرس الثوري، إن طهران استخدمت نفوذها لدى الحوثيين لدعم جهود سلطنة عُمان في التوسط لوقف إطلاق النار، وإقناع الجماعة المسلحة بوقف هجماتها على السفن الأميركية. وتحدث المسؤولان بشرط عدم الكشف عن هويتهما نظراً لحساسية الموضوع، وفق الصحيفة الأميركية.

ترامب: ٣ رهائن إضافيين قضوا في غزة

وفي إعلان آخر لترامب زاد من النفور القائم بين حكومة نتنياهو وأسر الرهائن الإسرائيليين، قال فيه إنّ 3 من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة قضوا بينما 21 منهم على قيد الحياة.
وبحسب آخر إحصائية نشرها الجيش الإسرائيلي، فإنّه من أصل 251 شخصا اختطفتهم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، هناك 58 رهينة لا يزالون محتجزين في القطاع الفلسطيني بينهم 34 فارقوا الحياة.
ويضاف إلى هؤلاء جندي إسرائيلي قُتل في حرب 2014 بين إسرائيل وحماس وتحتجز الحركة الفلسطينية حتى اليوم جثّته.
والثلاثاء، قال الرئيس الجمهوري على هامش فعالية في البيت الأبيض، إنّه "من بين هؤلاء الأشخاص الـ59، 21 لا يزالون على قيد الحياة، وثلاثة أموات".
وأضاف ترامب "نريد أن نحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن من الرهائن. هذا وضع مروّع".

رد إسرائيلي على عدد الأسرى

هذه التصريحات أيضا صدمت الداخل الإسرائيلي، ما دفع بمنسق إسرائيل لشؤون الأسرى والمفقودين، الأربعاء، للتأكيد على أن عدد الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة في قطاع غزة هو 24.
وقال جال هيرش منسق إسرائيل لشؤون الأسرى والمفقودين في منشور على موقع إكس إن حركة حماس تحتجز 59 رهينة حاليا 24 منهم على قيد الحياة و35 لقوا حتفهم وهي أعداد لم تتغير منذ الفترة التي سبقت تصريح ترامب.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة