سياسة "الإغلاق الناعم".. الضمان الاجتماعي الأميركي بلا أقلام

في ظل غياب إعلان رسمي، يشهد عدد من الوكالات الفيدرالية الأميركية شللاً شبه كامل بفعل سياسات مالية تقشفية فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عبر "دائرة كفاءة الحكومة" التي يرأسها إيلون ماسك.

وبحسب تحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست، فإن القيود الشديدة على الإنفاق أوقفت عمل أقسام حيوية في مؤسسات متنوعة مثل دائرة الحدائق الوطنية، ووزارة الدفاع، ووكالة حماية البيئة، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وحتى إدارة الضمان الاجتماعي.

في وكالة حماية البيئة (EPA)، توقفت الأبحاث في 11 مختبراً تابعاً لمكتب البحوث والتطوير، بسبب اشتراط موافقة إدارة ترامب على جميع المشتريات الجديدة، وهو ما لم يحدث في معظم الحالات.

هذه المختبرات كانت تتابع ملفات حساسة تتعلق بتلوث الهواء والماء، والمواد الكيميائية السامة المعروفة بـ"المواد الدائمة".

أما في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فقد تباطأت بشكل ملحوظ الجهود المتعلقة بتوقعات الطقس، بسبب سياسة جديدة تفرض توقيع وزير التجارة، هاورد لَتنيك، شخصياً على العديد من العقود والمنح.

في إدارة الضمان الاجتماعي، واجه الموظفون نقصاً في المستلزمات الأساسية مثل الورق، والأقلام، وحبر الطابعات، نتيجة تحديد سقف قدره دولارا واحدا فقط على بطاقات الشراء الحكومية، ما يجعل شراء حتى أبسط الأدوات مستحيلاً.

ورغم أن هذه الإدارات لم تُغلق رسمياً، إلا أن الامتناع المنهجي عن الموافقة على التمويل الأساسي أدّى إلى تعطيل أجزاء واسعة منها.

ووفقاً لما نقلته واشنطن بوست عن أكثر من 12 موظفاً فيدرالياً من ثماني وكالات مختلفة فإن ما يحدث هو "إغلاق ناعم" تشلّ فيه الدولة من الداخل، دون إعلان أو ضجيج.