سياسة

كونسورتيوم نووي.. اقتراح إيراني لتجنب التفكيك

نشر
blinx
في تطور مفاجئ ضمن الجهود الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي، طرحت إيران مقترحاً غير مسبوق يتمثل بإنشاء كونسورتيوم نووي مشترك يضم دولاً عربية في المنطقة مع استثمارات أميركية، يتيح لطهران مواصلة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، مقابل تعزيز الرقابة الدولية.
ووفقاً لأربعة مسؤولين إيرانيين مطلعين على فحوى المقترح، تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد تم عرضه خلال محادثات مباشرة وغير مباشرة جرت يوم الأحد الماضي في سلطنة عُمان، بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف.
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية الأميركية أو مجلس الأمن القومي بشأن هذه المحادثات، تناولت عدة وسائل إعلام إيرانية الخطة في عناوينها الرئيسية، ووصفتها صحيفة "فرهيختغان" المقربة من الحرس الثوري بأنها "خدمة أم خيانة؟".

فكرة الكونسورتيوم النووي

يقضي المقترح الإيراني بإنشاء مشروع مشترك ثلاثي يضم إيران ودولاً عربية يُسمح من خلاله لطهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67% (المخصصة للأغراض السلمية)، على أن يُنقل اليورانيوم المخصب لاستخدامه في محطات الطاقة المدنية في دول أخرى.
كما يتضمن المشروع وجود مراقبين دوليين وربما أميركيين داخل المنشآت النووية الإيرانية، في خطوة ترمي إلى زيادة الشفافية وبناء الثقة.
وتختلف هذه المبادرة عن الاتفاق النووي لعام 2015 (الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018) من حيث إنها لا تتضمن تاريخ انتهاء، بل تُعد إطاراً دائماً للتعاون النووي.

رسائل متبادلة وتحولات في اللهجة

جاء هذا التطور في وقت كانت فيه واشنطن وطهران على وشك الدخول في مأزق خطير ينذر بتصعيد عسكري. إلا أن لقاء عُمان غيّر النبرة، إذ وصف الطرفان المحادثات بأنها "مشجعة وبنّاءة"، مع التوافق على نقل التفاصيل الفنية إلى لجان خبراء.
وفي مقابلة سابقة، شدد ويتكوف على أن واشنطن تطالب بإيقاف كامل لبرنامج إيران النووي، بما في ذلك إغلاق منشآتها في نطنز وفوردو وأصفهان. وهو ما ترفضه طهران تماماً وتعتبره خطاً أحمر.
وصرح عراقجي للإعلام الإيراني قائلاً: "لقد دفعنا دماً مقابل برنامجنا النووي المدني"، في إشارة إلى اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين، مضيفاً أن حق بلاده في التخصيب مسألة "كرامة وطنية" لا يمكن التفاوض بشأنها.

توازنات دقيقة وفرص ممكنة

وفي ظل تناقض التصريحات الأميركية في الأسابيع الماضية، يُنظر إلى هذا المقترح كمحاولة لتجاوز منطق "كل شيء أو لا شيء"، وفق ما قاله علي واعظ، مدير ملف إيران في مجموعة الأزمات الدولية، مضيفاً: "وصل الطرفان إلى نقطة يجب أن يتجاوزا فيها سياسة المكاسب الصفرية".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة