فرانس برس: قادة فصائل فلسطينية تدعمها طهران غادروا دمشق وسلموا السلاح
أكد مصدران فلسطينيان لوكالة فرانس برس الجمعة، أن قادة فصائل فلسطينية كانت مقرّبة من الحكم السابق وتلقت دعما من طهران، غادروا سوريا، بعد "تضييق" من السلطات ومصادرة ممتلكاتهم.
وكانت واشنطن حضّت السلطات الجديدة قبيل أسابيع من رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا على تحقيق شروط عدة، بينها أن "تمنع إيران ووكلاءها من استغلال الأراضي السورية".
وأكد قيادي في فصيل فلسطيني رفض الكشف عن هويته وأصبح خارج دمشق أن "معظم قادة الفصائل الفلسطينية التي تلقت دعما من طهران غادروا دمشق" إلى دول عدة.
وعدّد من بين هؤلاء خالد جبريل، نجل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وخالد عبد المجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي في سوريا، وزياد الصغير، الأمين العام لحركة فتح الانتفاضة.
وتنضوي تلك الفصائل مع مجموعات أخرى من لبنان والعراق واليمن في محور تقوده طهران، التي كانت أبرز داعمي الأسد. وقاتل عدد منها إلى جانب القوات الحكومية السابقة إثر اندلاع النزاع عام 2011.
وأوضح القيادي الفلسطيني أن قادة الفصائل "لم يتلقّوا أي طلب رسمي من السلطات بمغادرة الأراضي السورية، لكنهم تعرّضوا لمحاولات تضييق، وتمّت مصادرة ممتلكات تابعة لفصائلهم ومقدراتها، عدا عن اعتقال زملائهم"، مضيفا "باتت تلك الفصائل ممنوعة من العمل بحكم الأمر الواقع".
ولم ترد السلطات السورية على طلب فرانس برس التعليق.
وكانت حركة الجهاد أعلنت في 22 أبريل أن السلطات السورية اعتقلت اثنين من قادتها، هما مسؤول الساحة السورية خالد خالد ومسؤول اللجنة التنظيمية ياسر الزفري.
وقال مصدر من الحركة لفرانس برس الجمعة، إنهما "ما زالا معتقلين".
وفي 3 مايو، أوقفت السلطات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة طلال ناجي لساعات، وفق ما أفاد مسؤولون في الفصيل حينها.
وقال مصدر فلسطيني آخر في دمشق لفرانس برس، من دون الكشف عن هويته، "لا يوجد أي تعاون بين معظم الفصائل الفلسطينية والإدارة السورية الجديدة".
وأوضح "غالبا ما يكون الرد على تواصلنا معها باردا أو متأخرا، ونشعر أننا ضيوف غير مرحب بنا، وإن لم يقولوا ذلك بشكل صريح".
بحسب القيادي الأول، "صادرت السلطات ممتلكات معظم الفصائل من منازل شخصية ومقرات وسيارات ومعسكرات تدريب في ريف دمشق ومحافظات أخرى".
وأوضح أن الفصائل "سلّمت السلاح الموجود في مقراتها أو لدى كوادرها بالكامل" إلى السلطات التي تسلمت كذلك "قوائم بأسماء من لديه قطع فردية من عناصر الفصائل وطالبت بها".
ومنذ منتصف الستينات، استضافت سوريا العديد من الفصائل الفلسطينية. واتخذ بعضها من دمشق مقرا له. وقبيل عام 2011، شكلت دمشق قاعدة رئيسية لحركتي الجهاد وحماس، التي غادرت في العام اللاحق على خلفية تدهور علاقتها مع الحكم السابق ودعمها لمطالب المعارضة.