قال جنديان إسرائيليان تحدثا إلى "أسوشيتد برس" — وجندي ثالث قدم شهادة لمنظمة "كسر الصمت" — إن القادة كانوا على علم باستخدام الدروع البشرية وتغاضوا عنه، بل إن بعضهم أصدر أوامر مباشرة بذلك. وأشار البعض إلى أن المصطلح المتداول كان "بروتوكول البعوضة"، وأن الفلسطينيين كانوا يُشار إليهم بألفاظ مهينة أخرى مثل "دبابير".
أشار الجنود — الذين لم يعودوا يخدمون في غزة — إن هذه الممارسة سرّعت العمليات ووفرت الذخيرة وجنّبت الكلاب القتالية الإصابات أو الموت.
وفقا لرواياتهم، فإن الأوامر كانت تأتي عبر الراديو بعبارات مثل "أحضر بعوضة" — وهو اختصار مفهوم للجميع، وقد لاحظ الجنود لأول مرة استخدام الدروع البشرية بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وبحلول نهاية خدمة أحدهم التي امتدت لتسعة أشهر في غزة، كانت كل وحدة مشاة تستخدم فلسطينيًا لتفتيش المنازل قبل دخولها.
قال: "بمجرد أن بدأت الفكرة، انتشرت كالنار في الهشيم. الناس رأوا كم كانت فعالة وسهلة".
وصف اجتماعًا تخطيطيًا في عام 2024، حيث قدم قائد لواء إلى قائد الفرقة شريحة عرض كُتب عليها "أحضر بعوضة"، واقتراحًا بأنه يمكن "مجرد التقاط واحد من الشارع".
قال أحد من تحدثت إليهم الوكالة، إنه كتب تقريرين عن الحوادث لقائد اللواء، كان من المفترض أن يتم تصعيدهما إلى قائد الفرقة. لكن الجيش لم يُعلّق عند سؤاله إن كان قد استلم التقارير.
أحد التقارير وثّق مقتل فلسطيني عن طريق الخطأ — حيث لم تدرك وحدة عسكرية أنه كان يُستخدم كدرع بشري من قبل وحدة أخرى، وأطلقت عليه النار عندما ركض إلى منزل. أوصى الضابط حينها بأن يتم إلباس الفلسطينيين زيًا عسكريًا لتفادي التعرف الخاطئ.